الأحد، 25 يوليو 2010





طقوس حفل الزفاف الأمازيغي بالجنوب




تختلف طقوس وتقاليد العرس في المغرب حسب العادات والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جهة ومنطقة، وفي فصل الصيف تنشط مظاهر الاحتفال في جنوب المغرب بسبب خصوبة المراعي وكثرة الماشية، قبيلة إرسموكن بإقليم تزنيت لها سمة خاصة في الاحتفال تتميز بعادات وأعراف مستوحاة من الأصالة والحضارة والهوية الأمازيغية اكتسبتها جيلا عن جيل عبر تاريخها الطويل ومتجذرة لدى قاطنيها وملتصقة بهم، حيث يدوم حفل أعراس الزواج سبعة أيام تختلف أحداثه من يوم لآخر، خلال زيارتي (لإرسموكن) في الصيف الماضي رفقة أحد الأصدقاء أبناء المنطقة، قضينا هناك مدة استمتعنا فيها بفرجة شعبية، أعدت الملف التالي محاولا تسليط الضوء على العرس الأمازيغي و
أخبار ذات صلة :
طبعا مع التركيز على سيرورة الاحتفال من البداية إلى النهاية.
الخطبة ٠أس أوسيكل)

الزواج (تامغرا) سميت بهذا الإسم بقصد الدلالة على النداء والاستدعاء والدعوة وتامغرا جاءت من فعل (إيغرا) بمعنى نادى واستدعى، ومنها جاءت كلمة (تاغريت) وهي (الزغردة) وتكون فقط في الحفلات والأعراس والرقص. فبعد اختيار الشاب الفتاة التي تناسبه من بنات الدوار أو الأماكن المجاورة، يخبر والديه اللذين يتوجهان مباشرة بعد الموافقة عند أهل البنت ويصحبان معهما بعض الهدايا، من لحم وسكر وشاي ويسمى هذا اليوم (اس أوسيكل) أي يوم الخطبة، فيستقبلون من طرف أهل العروسة بالترحاب، بعد الأكل والشرب تجري المفاوضات حول الصداق وبعض
الشروط اللازمة لذلك، فيتفق الأبوان على يوم كتابة عقد القران ويتحدد موعد العرس الرسمي.
في اليوم الثاني من كتابة العقد يخرج العريس مع والديه صباحا لزيارة أهل العروس مصحوبين بالهدايا : كمية قليلة من غلات المنطقة بالإضافة إلى ألبسة وذبيحة، فيعرف جميع أهل المنطقة أن فلانا ستتزوج فلانا ويشيع الخبر فتجبر الفتاة على ملازمة إحدى زوايا الغرفة (تاغميرت) إيذانا بالاستعداد للعرس حيث لايستطيع أحد التراجع عن الاتفاق المبرم بين العائلتين وأيضا فرصة لإلغاء الطلبات الأخرى التي قد تتقدم للفتاة. وعندما يصل الموعد المضروب يستعد كلا الجانبين للعرس، فتضع أسرة العريس خرقة بيضاء على سطح المنزل إشارة للعرس، فيبدأ كل منهما بجمع العود والحطب اللازم وبناء المخبزة التقليدية وتجميع الحصر والفراش والأغطية والأواني.
يوم التنقية (أس أفران):

بعد مراسم الخطوبة واتفاق عائلتي العروسين على موعد العرس كما أسفلنا، تشرع العائلتان كل في بيته في الاستعدادات اللازمة وأول خطوة رسمية تتخذ في هذا الصدد ويعلن عنها هي (أفران) وهو أن تستدعي أم العريس أو العروسة كل في بيتها نساء الدوار وفتياته بعد صلاة العصر في اليوم المقرر لذلك فيجتمعن في سطح المنزل لتنقية الحبوب لتمويل حفل العرس فيجلسن في شكل دائرة يقمن بتنقية الزرع الموضوع وسطهن ثم يرددن خلالها أشعارا ذات مضمون مناسب وبألحان شجية جماعية منها:
* فلغن أمحضار ايرورد أرا
* فلغن أمكسا ايرورد أوللي
* فلغن أركاز أر إيتكالا
* الفرح ن أولتما كاييد يوين
ومعناه:
* تركت المحضار راجعا بكتابه
* تركت الراعي راجعا بقطيعه
* تركت الرجل يتوعد
* لكن جئت من أجل فرح أختي
وعندما يصل اليوم المعلوم يفد المدعوون من كل صوب وحدب فيتفرغ أهل القرية لخدمتهم، فهذا يطبخ الطواجين، وتلك تعجن الخبز والأخرى تكنس، أو تأتي بالماء من البئر، والضيوف فرحون والزغاريد من كل جانب والصيحات من كل جهة.
(أس ن الحنا) (يوم الحناء):
تجتمع نساء الدوار مع فتياته فيحضرن طبيخ الحناء. تخضب به أيدي العروس فيرددن منشدات أشعارا بأوزانهاوألحانها تشيد عادة بجمال العروس وأخلاقها وحظ العريس فيها.
> بازغ لحسن

كلمات دليلية : طقوس حفل الزفاف الأمازيغي بالجنوب

شارك أصدقاءك :

أخبار ذات صلة :
L' art de dakka s'invite au 5e festival de Taroudant du 26 au 28 juillet
Le festival Tifawin mise sur l’art local
واقع الفيلم التربوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة

تيميتار ورسالة الجمهور : الإصرار على الخصوصية
مهرجان تيميتار: سهرات فنية على إيقاعات الموسيقى والطرب
طقوس حفل الزفاف الأمازيغي بالجنوب

CaLL FOR Entries to "One Country One Film" International Festival (Apchat, France)
Somervillians experience first cultural exchange in Tiznit, Morocco
Haifa Wehbe, world stars bring message of peace to Morocco




• تعليقات القراء

ملاحظة :
- التعليقات لا تعبر عن وجهة نظر الموقع إنما نعبر عن آراء أصحابها
- التعليقات المختصرة أو تلك التى لا تتعلق بالموضوع ستحذف تلقائيا



• ساهم معنا برأيك


اسمـــــــك الكريم
بريدك الالكتروني
رابط المــــوقع
تعليق






• ثقافة وفن ( 188 خبر )
» تيميتار ورسالة الجمهور : الإصرار على الخصوصية (41 مرة)
» مهرجان تيميتار: سهرات فنية على إيقاعات الموسيقى والطرب (58 مرة)
» طقوس حفل الزفاف الأمازيغي بالجنوب (85 مرة)

• اقتصاد ( 64 خبر )
» انتهاء مجانية الأداء على مقطع الطريق السيار مراكش وأكادير (16 مرة)
» تدشين فرع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بسيدي إفني (9 مرة)
» ماذا أعددنا للطريق السيار مراكش اكادير؟ (502 مرة)


• تربية وتعليم ( 178 خبر )
» أزيد من 4 آلاف مستفيد من الحركة الانتقالية بالتعليم (119 مرة)
» دور الفاعلين المحليين التربويين في توطين مشاريع الإصلاح".بزاكورة (28 مرة)
» تنسيقية أساتذة و أستاذات العالم القروي التابعة للجامعة الوطنية للتعليم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 29 يونيو 2010 بأكادير (64 مرة)

• عقارات ( 3 خبر )
» تحسن قطاعات البناء والصناعات التحويلية في الفصل الأول من 2010 (196 مرة)
» اجتماع تواصلي بأكادير لتفعيل الاجراءات الجديدة لانعاش السكن الاجتماعي (445 مرة)
» إنجاز أزيد من22 ألفا و900 مسكن منخفض التكلفة بجهة سوس ماسة درعة في أفق2011 (375 مرة)


• عدالة ( 82 خبر )
» أين مصير اعتمادات مشاريع المبادرة الوطنية بجماعة بيكودين تارودانت (27 مرة)
» تأخير محاكمة المتهمين في أحداث سيدي إفني لـ 3 أشهر (73 مرة)
» ابتدائية أكادير تصدر حكما بالبراء ة في حق اللاعب السابق للحسنية الإفواري جيرار بيكوا (85 مرة)

• سياسة ( 84 خبر )
» ترسيم الحرس الترابي لإقليم سيدي إفني (7 مرة)
» تحالف اليسار الديمقراطي: تقييم حصيلة سنة من عمل المجلس البلدي لمدينة سيدي افني (26 مرة)
» برلماني من أكادير يفضح اختلالات الرحلات الجهوية بين اكادير والبيضاء (32 مرة)


• صحة وجمال ( 16 خبر )
» قافلة طبية تضامنية من اجل صحة الأم و الطفل (82 مرة)
» الأيادي البيضاء تفرح أطفال أكادير (88 مرة)
» حملة لتصحيح البصر بانزكان (77 مرة)

• مجتمع ( 250 خبر )
» إلقاء القبض على قاتلي سائق سيارة أجرة بأكادير (32 مرة)
» نداء إلى أصحاب الضمائر الحية بمناطق جماعة بيكودين (41 مرة)
» مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة تنظم مخيما صيفيا بأكادير لفائدة 600 طفل (49 مرة)


• رياضة ( 103 خبر )
» البطولة الوطنية تنطلق يوم 20 غشت (15 مرة)
» مباراة السد : رجاء بني ملال وضع شكاية لدى المحكمة الابتدائية (18 مرة)
» الاتحاد الرياضي البلدي لأيت ملول يحقق الصعود للقسم الوطني الثاني (24 مرة)

• تكنولوجيا ( 10 خبر )
» نفق أيت ملال مَعلمة متميزة على الطريق السيار مراكش - أكادير (72 مرة)
» التكنولوجيات الجديدة في مجال البستنة محور منتدى بأكادير (158 مرة)
» هاتف محمول يسمح للمدراء بالتجسس على موظفيهم (123 مرة)


• سياحة ( 40 خبر )
» مدينة أغادير وأجمل شؤاطئ جنوب المغرب (23 مرة)
» 'واحة فينت'.. أيقونة ورزازات التي يجهلها المغاربة (70 مرة)
» «القصور والقصبات» نقطة جذب سياحية بامتياز (89 مرة)

• منوعة ( 42 خبر )
» الطريق السيار بين مراكش وأكادير تقتل (29 مرة)
» هزة أرضية بقوة 7ر3 درجات باقليم تارودانت (114 مرة)
» تمرين 'ارغانا 2010' ينطلق قبالة ميناء أكادير (66 مرة)


المقالات الأكثر قراءة
» ملف المشاورات التي عرفتها جهة سوس ماسة درعة حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ( 4041 مرة ) ( 4 تعليق )
» المخطط الاستراتيجي "الجماعة في أفق 2015 " كفيل بتعزيز ودعم نظام اللامركزية بالمغرب. ( 2820 مرة ) ( 0 تعليق )
» رسائل من الجمعية الاجتماعية للقيمين الدينيين باكادير ( 1458 مرة ) ( 23 تعليق )
» دعم إعداد مخططات التنمية الجماعية بتزنيت ( 1282 مرة ) ( 1 تعليق )
» الحوار حول الميثاق الوطني للبيئة في جهة سوس-ماسة-درعة تتويج لمسار تشاوري جهوي مزج بين نضج الرؤى والخبرة الميدانية ( 1073 مرة ) ( 0 تعليق )
» الطريق السيار بين مراكش وأكادير عبر شيشاوة ستكتمل قبل نهاية السنة ( 967 مرة ) ( 0 تعليق )
» رئيسة جمعية'ما تقيش ولدي' تدعو إلى ضرورة التعاون لحماية الأطفال في وضعية صعبة ( 844 مرة ) ( 9 تعليق )
» فيضانات في أحياء سكنية بآسفي وضواحي تارودانت ( 833 مرة ) ( 2 تعليق )
» تفاصيل اخرى حول مقتل طالبة كلية العلوم ( 810 مرة ) ( 0 تعليق )
» " أبل " تكشف النقاب عن الكمبيوتر السحري الجديد ( 800 مرة ) ( 0 تعليق )

موسم طانطان او ما يسمى "اموكار

--------------------------------------------------------------------------------









طانطان

قبل ثلاثين عاما، كانت طانطان تستقبل عشرات القبائل الصحراوية العريقة خلال موسمها السنوي

الذي ينظم في قلب الصحراء، على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية

بعاداتها وتقاليدها البعيدة كل البعد عن تعقيدات المدن الحضارية.

واليوم، اذا كان البدو الرحل لا يشكلون سوى 8% من سكان طانطان، فقد تم احياء

«موسم طانطان»

من جديد بمبادرة من الـ «يونسكو»، بغرض الحفاظ على تراثها الثقافي، ليشكل دعامة للتنمية

السياحية والاجتماعية لهذه المنطقة المثيرة لفضول السياح الذين يعشقون سياحة المغامرة

والاكتشاف.

ان ما يميز اقليم (محافظة) طانطان، هو انه يوفر واجهتين سياحيتين متنوعتين

ومختلفتين تماما، فبالاضافة الى المواقع السياحية القريبة من الساحل، توجد في الداخل اي في

عمق الصحراء، مواقع سياحية مهمة ومتنوعة، هي عبارة عن مشاهد طبيعية عذراء لم تستغل

بعد، يمكن زيارتها على ظهور الجمال او بواسطة اي وسيلة نقل حديثة مثل سيارات الدفع الرباعي،

بمرافقة مرشدين سياحيين متمرسين من ابناء المنطقة، الذين يعرفون تضاريسها جيدا.


المواقع الساحلية في طانطان


* تتعدد المواقع السياحية الساحلية في طانطان، ولعل اهمها هو «شاطئ طانطان»، الذي يتوفر

على ميناء للصيد البحري ويشكل الدعامة الرئيسية لاقتصاد المنطقة، وتوجد به فنادق ومنازل

للضيافة ومطاعم متخصصة في بيع وتحضير الاسماك، ويمنح هذا الشاطئ الشاسع لزائر المنطقة،

فرصة ممارسة هواية الصيد بالقصبة او الغطس، في مياهه النقية غير الملوثة.

وهناك ايضا مصب وادي الشبيكة، ويقع على بعد 50 كيلومترا من الجنوب الغربي لطانطان، ويتميز

عن باقي المواقع السياحية الساحلية، بإمكانية الوصول اليه عبر طريق معبدة، ويشكل لوحة

طبيعية رائعة محاطة بالكثبان الرملية الناعمة وبحيرة تعيش على ضفافها انواع كثيرة من الطيور

المهاجرة، مثل البطريق الصغير، البجع، اللحام، والبط القطبي الاسود.

اما مصب وادي درعة فيعتبر من اجمل المواقع المطلة على الساحل الاطلسي المغربي، يقع على

بعد 30 كيلومترا من طانطان، وهو عبارة عن شاطئ شاسع جدا محاط بكثبان رملية، يقصده ما لا

يقل عن 72 نوعا من الطيور، ولا ينافسه روعة وجمالا سوى وادي الشبيكة.

وتبقى طانطان غنية ايضا بمواقع سياحية داخلية بعيدة عن البحر، واهمها مغاور «وادي بولمغاير»،

و«الخلوة»، التي حفرت داخل الصخور، وكانت تعتبر اماكن للعبادة والاعتكاف، وتقع على بعد 25

كيلومترا من شمال شرق طانطان.


أشهر واحات المنطقة

* اما اشهر الواحات في المنطقة، فهي واحة «وين مدكور»، التي تقع على بعد 29 كيلومترا

(شمال شرق طانطان)، وواحة «وادي بوعلاقة»، وهي واحات يقصدها البدو الرحل مع اطلالة فصل

الخريف ولغاية نهاية فصل الربيع، ينصبون على ضفافها خيامهم المصنوعة من وبر الجمال، ويعيشون

هناك برفقة اسرهم وقطيع الماشية الذي يضم الابل والماعز والغنم.

وبما ان طقوس الضيافة في الصحراء لا تكتمل من دون الشاي، فزيارة خيام البدو، لن تمر من دون

احتساء كأس الشاي المعد على الطريقة الصحراوية الخاصة.


طانطان في سطور

* يعيش في محافظة طانطان حوالي 60 الفا من السكان، 46 الفا منهم يقطنون مدينة طانطان

وحدها، و7900 يتمركزون على «شاطئ طانطان» (الواطية).

ويتميز مناخ المنطقة بكونه جافا، وتتراوح درجات الحرارة ما بين 16 كدرجة دنيا و22 كدرجة قصوى.

ويوجد في طانطان 38 فندقا، ثلاثة منها مصنفة، وتصل طاقتها الاستيعابية الى 784 سريرا، ووصل


عدد السياح الذين زاروا المنطقة حوالي 30 الف سائح خلال احصائيات اجريت عام 1999، 10 %

منهم اجانب.

موسم طانطان في دورته الثانية

* نصبت خلال دورة هذا العام من موسم طانطان، حوالي ألف خيمة تقليدية، وعرف الموسم

مشاركة 12 فرقة للفنون الشعبية من مختلف المناطق الجنوبية، إلى جانب فرق فلكلورية من

مالي والسنغال وموريتانيا والنيجر. كما نظم سباق للجمال بالاضافة الى عروض للخيالة.

وجسدت الخيام المنصوبة في ساحة الموسم، تقاليد الحياة الصحراوية بأبعادها الاقتصادية

والاجتماعية، فخيمة القافلة وحياة الترحال تمثل الطريقة التي كان يتم بها التبادل التجاري من

خلال المقايضة بين مختلف القوافل التي يأتي بعضها من الجنوب محملا بالملح، ووبر الجمال،

والتمور، وتلك القادمة من الشمال المحملة بالثياب، والشعير، والقمح، والزيت. اما خيمة التحكيم

الجماعي، فتمثل المجلس القبلي للتحكيم الذي كان يجتمع لدراسة النزاعات التي تنشب بين

الافراد والعائلات من قبائل مختلفة. وتبرز خيمة الزواج، مراسم الزواج الصحراوي والمظاهر الفنية

والفلكلورية التي ترافقه.

وتعرف خيمة الالعاب الشعبية، بالالعاب الجماعية البسيطة التي يلهو بها سكان الصحراء خلال

اوقات فراغهم، مثل: «اراح» و«كبيبة» و«اردوخ» و«سيك»، بينما عرضت في خيمة الطب الشعبي

التقليدي، المواد والاعشاب التي تشكل المواد الرئيسية للعلاج التقليدي في البيئة الصحراوية،

اضافة الى خيام اخرى تعرف بصناعات الخشب والفضة والنحاس والجلد.

وتراهن وزارة السياحة المغربية على تأهيل هذه المنطقة الصحراوية العذراء، من خلال جذب

مستثمرين اجانب اليها من اسبانيا على الخصوص التي تشكل المنافس الاول والقوي للمغرب

على المستوى السياحي.

الخميس، 22 يوليو 2010


كتبهاحاج سليمان ، في 16 ديسمبر 2006 الساعة: 21:28 م

شاعر الثورة الجزائرية

أول شهيد مقصلة فرنسا أحمد زبانة

.

.


قصيدة الذبيح الصاعد

.
قام يختال كالمسيح وئيدا

يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر كالملائك أو

كالطفل يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً

رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخل، زغردت

تملأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالماً، كالكليم، كلّمه المجد

فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى، كالروح، في ليلة القدر

سلاماً، يشِعُّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة معراجاً

ووافى السماءَ يرجو المزيدا

وتعالى، مثل المؤذن، يتلوا

كلمات الهدى، ويدعو الرقودا
صرخة، ترجف العوالم منها

ونداءٌ مضى يهز الوجودا
((اشنقوني، فلست أخشى حبال

ا واصلبوني فلست أخشى حديدا))

((وامتثل سافراً محياك جلا دي

ولا تلتثم، فلستُ حقودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ

أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا))
((أنا إن مت، فالجزائر تحيا، حرة، مستقلة، لن تبيدا))
قولةٌ ردَّد الزمان صداها

قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا
احفظوها، زكيةً كالمثاني

وانقُلوها، للجيل، ذكراً مجيدا
وأقيموا، من شرعها صلواتٍ

، طيباتٍ، ولقنوها الوليدا
زعموا قتلَه…وما صلبوه، ليس

في الخالدين، عيسى الوحيدا!
لفَّه جبرئيلُ تحت جناحيه

إلى المنتهى، رضياً شهيدا
وسرى في فما للزمان "زَبَانا

… مثلاً، في فم الزمان شرودا
يا"زبانا"، أبلغ رفاقَك عنا

في السماوات، قد حفِظنا العهودا

واروِ عن ثورة الجزائر، للأف

لاك، والكائنات، ذكراً مجيدا
ثورةٌ، لم تك لبغي، وظلم

في بلاد، ثارت تفُكُّ القيودا
ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعباً

وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها

وبهرنا، بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثلَ الكواسر

نرتادُ المنأيا، ونلتقي البارودا
من جبالٍ رهيبة، شامخات

قد رفعنا عن ذُراها البنودا
وشعاب، ممنَّعات براها

مُبدعُ الكون، للوغى أُخدودا
وجيوشٍ، مضت، يد الله

تُزْجيها، وتَحمي لواءَها المعقودا
من كهولٍ، يقودها الموت

للنصر، فتفتكُّ نصرها الموعودا
وشبابٍ، مثل النسورِ تَرامى

لا يبالي بروحه، أن يجودا

وشيوخٍ، محنَّكين، كرام

مُلِّئت حكمةً ورأياً سديدا
وصبأيا مخدَّراتٍ تبارى

كاللَّبوءات، تستفز الجنودا
شاركتْ في الجهاد آدمَ حوا ه

ُ ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح، أنملَها اللّدنَ

وفي الحرب غُصنَها الأُملودا
فمضى الشعب، بالجماجم

يبني أمةً حرة، وعزاً وطيدا
من دماءٍ، زكية، صبَّها الأحرارُ

في مصْرَفِ البقاء رصيدا
ونظامٍ تخطُّه ((ثورة التحرير)).ا

كالوحي، مستقيماً رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا

هبَّ مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني

هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا
دولة الظلم للزوال إذا

ما أصبح الحرّ للطَّغامِ مَسودا!

ليس في الأرض سادة وعبيد

كيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟!
أمن العدل، صاحب الدار يشقى

ودخيل بها، يعيش سعيدا؟!
أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى

وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا؟
ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً

وينالُ الدخيل عيشاً رغيداً؟؟
ويبيح المستعمرون حماها

ويظل ابنُها، طريداً شريدا؟؟
يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم

ألفوا الذل، واستطابوا القعودا

ليس في الأرض، بقعة لذليل

لعنته السما، فعاش طريدا
يا سماء، اصعَقي الجبانَ

ويا أر ض ابلعي، القانع،

الخنوعَ، البليدا
يا فرنسا، كفى خداعا فإنّا

يا فرنسا، لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذراً، فتصامَمْتِ

وأبديت جَفوة وصدودا

سكت الناطقون، وانطلق الرشاش، يلقي إليكِ قولاً مفيدا
((نحن ثرنا، فلات حين رجوعٍ أو ننالَ استقلالَنا المنشودا))
يا فرنسا امطري حديداً ونارا

واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرْض البلاد شعاليلَ

فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظاً

واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد ين

فاستصرِخي الصليب الحقودا
واحشُري في غياهب السجن شعبا

سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا

إن في بربروس مجداً تليدا

واربِطي، في خياشم الفلك الدوَّار

حبلاً، وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عطلتِ

من قبلُ "هوشمينَ"(1) المريدا

إن من يُهمل الدروس

وينسى ضرباتِ الزمان لن يستفيد

ان نسيَت درسَها فرنسا

فلقنَّا فرنسا بالحرب، درساً جديداً

وجعلنا لجندها "دار لقمَا نَ"(2).ا

قبوراً، ملءَ الثرى ولحودايا "زبانا".ا

ويا رفاق "زبانا" عشتمُ كالوجود، دهراً مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت "شهيدا
أنتم يا رفاقُ، قربانُ شعب كنتم البعثَ فيه والتجديدافاقبلوها ابتهالةً، صنع الرش اشُ أوزانهَا، فصارت قصيدا
واستريحوا، إلى جوارِ كريمٍ واطمئنوا، فإننا لن نحيدا

الأربعاء، 21 يوليو 2010


نظام القبيلة بين البدائية والسياسة
بقلم: حسن بولمان
ترتبط الدولة في دلالتها المتداولة بالسلطة والنظام وهذا راجع الى عصر المدينة اليونانية و الامبراطورية الرومانية.
وهي كذلك شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي (جاك دونرييه دي فابر"الدولة" ص2 ترجمة احمد حسيب عباس ) وفي القانون الدولي والقاموس السياسي "مؤسسة تجمع ثلاثة عناصر غير متجزئة المجال الجغرافي ، العنصر البشري (السكان) والسلطة السياسية"وهذا تحققه القبيلة فهل الدولة مرادفة لها
بغض النظر عن اصل الدولة سوء كانت فكرة دينية تقوم على أسس تأليه الملك وعبادته وتقديسه حتى بعد الوفاة (كالمصريين والروم…) او على الأقل اعتبره خليفة للإله في الأرض في القرون الوسطى (الاروبين) اذ يحكم باسم الله الذي فوض له السلطة كما تذهب الى ذلك النظرية الثيوقراطية (اونظرية الحق الإلهي والتفويض) بمقتضاها "للملك الحق في حكم رعاياه حكما مطلقا استبداديا لايكون لأحد حق المعارضة" كما عبر عنه جون لوك في سلسلة نوابغ الفكر الغربي.
او فكرة تعاقدية تقوم على أسس التنازل عن الحقوق للملك دون ان يكون طرفا في العقد (هوبز) اوطرفا فيه (جون لوك) او التنازل للجماعة وليس للفرد (جون جاك روسو).
فإنها مؤسسة تنظيمية وشكل تنظيمي وعلى اعتبر القبيلة كذلك تمثل الشكل الاجتماعي والسياسي السائد قبل ظهور مفهوم المدينة او الدولة يمكن اعتبار هذه الأخيرة مرادفة لها اوعلى الأقل تعويض لها.
اذ ان الدراسات الانثروبولوجية تعتبر القبيلة نمط مجتمعي ونموذج من التنظيم الاجتماعي رغم ان الباحثون اكدو على صعوبة إيجاد تعريف شامل لها (موريس كودليه "ازمة مفهوم" وجاك بيرك" ماهي القبيلة الشمال افريقية") فهي مجموعة بشرية مكونة من قسمات ومجموعات اجتماعية يجمع بينها رابط القرابة وتحتل مجالا ترابيا تمارس عليه سلطتها وتدافع عليه وتخضع لقيم وتمثلات ومبادئ مشتركة، والنسب هنا أمر وهمي قيمته في وظيفته كعامل للتكتل لمواجهة الأخر
لان القرابة انثروبولوجيا مجموعة من الروابط التي تجمع اما بيولوجيا (النسب) او إراديا (تحالف و اتفاق) الأولى ظاهرة بيولوجية والثانية اجتماعية فهي اما واقعية عن طريق الدم أم وهمية عن طريق تحالف الزوج او تحالفات سياسية او تبعية وتصبح جنيالوجية مع مرور الزمن لأن النسب ليس عنصرا مسبقا وأبديا بل في حركية وتشكل مستمر.
إلا أن المدرسة التطورية تعتبرها نظام بدائي وليس سياسي لأنها خاضعة بقوة لنظام القرابة والدولة لا تأسس إلا على أسس الأرض أي تجمعات تمثل وحدة سياسية وبالتالي اعتمد مجموعات ترابية (لويس موركان) متجاهلا ان الامازيغ شعب عضوي (تربطه علاقة عضوية مع أرضه وتراثه) وبالتالي تقزيم السلطة عند القبيلة في سلطة ممارسة العنف ومنه فالدولة هي الحضارة والقبيلة هي العنف (مرشال سالنس) مما جعل ماكس فيبر يعتبر الدولة احتكار شرعي للعنف.
لكن مع نشأة الانثروبولوجيا السياسية التي أعطت للسياسة التحكيم والوساطة والحق في استعمال القوة مع بلاندييه نتحدث عن السلطة السياسية عند القبيلة والتي تتوافق مع التعريف الدولي لها كضمان لتنفيذ القوانين المعمول بها داخليا وتستوجب وجود هيئة سياسية وهذا مانجده عند إمازيغن المتمثلة في لجماعت كهيئة سياسية تمثل مختلف فروع وقسمات القبيلة وتسمى كذلك ايت ربعين او انفلاس في سهول سوس والأطلس الصغير
ضامنة لتنفيذ إزرفان والتي هي مجموعة من الأحكام والتشريعات المعمول بها داخل القبيلة والتي تسن من طرف لجماعت بهدف وضع بنيات قانونية محلية تكايف الأحوال المعيشية للفرد وإصلاح المجتمع فهي اجتهادات فرضتها ضرورات آنية مرتبطة بالواقع اليومي من اجل ضبط العلاقات وتجنب الفوضى والعمل على محاربة الخيانة القبلية وترسيخ الوعي الجماعي القبلي لتحصين الذات.
فالقبيلة دولة روسوية (نسبة الى روسو) يتم فيها التنازل للجماعة و ليس الفرد وتضم العناصر الثلاثة المحددة لماهية الدولة وتخضع لنظام سياسي برلماني
لان النظام السياسي في القاموس السياسي هو مجموعة من المؤسسات التي تتوزع بينها آلية التقرير السياسي فنميز بين الأنظمة حسب طبيعة الهيئة التي تتحمل مسؤولية التقرير السياسي فإد كانت مسندة إلي شخص منفصل عن البرلمان كان النظام رئاسيا واذ كانت لحكومة مسؤلة اتجاه البرلمان كان برلمانيا واد كانت لهيئة عليا كاللجنة المركزية للحزب او مجلسه الأعلى كان مجلسيا.
فالقبيلة ادن ترادفها الدولة الواحدية على اعتبار ان القانون الدولي يميز بين الواحدية التي تتميز بوجود وحدة قانونية وسياسية رغم وجود حكم ذاتي إداري لبعض المناطق (اسبانيا مثلا) ويمكن للتنظيم الإداري أن يكون إما مركزيا أو لامركزي . والدولة الفدرالية والتي تتألف من دولتين فما فوق والتي تحتفظ فيها كل دولة باستقلال تنظيمي وهي التي تقابل الفدراليات القبلية والتي تتميز بمشاركة كل القبائل في التنظيم السياسي والاحتفاظ بالاستقلال التنظيمي و القانوني فتحتفظ كل منها باعرافها والتي تتوحد (الأعراف) من حيث الجنس فهي اما مادية او معنوية ولاتكون جسدية اوسلب للحرية ومن بين الفدراليات المعروفة عند امازيغن تاحكات والتي تضم (ايفران، ايت براييم ، اداوباعقيل، ايت تزنيت، ايت جرار، أملن، ايت ؤمانوز،ايت عبلا، ايسافن، ايت وادرييم، ايت مزال اشتوكن، ايسندالن، اداكنيضيف…) وتاكوزولت المرابطية (ايت بعمران، ايت ساحل، ايت لمعدر، ماست، ايداكورسموكت، ايداوسملال، ابلالن، تازروالت، ايمجاض، ايت رخا، لاخصاص، ايداوزكري، ايداوكنسوس، ايت صواب، ايداوكثير…) وفيدرالية ايت زكيظ وايت عطا.


المراجع :
ـ دراسات صحراوية المجتمع والسلطة والدين لرحال بويريك
ـ العبر لإبن خلدون
ـ رجال القبيلة لمرشال سالنس
ـ العقد الإجتماعي لجون جاك روسو
ـ المخزن والبربر لروبير مونطاني
ـ تاريخ المغرب او التأويلات الممكنة لعلي صدقي ازيكو
ـ اخبار المهدي بن تومرت وابتداء دولة الموحدين لأبوبكر الصنهاجي

الاثنين، 19 يوليو 2010

ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987.

سيرته الذاتية
لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن يرجح أنه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد قيام دولة إسرائيل ( الكيان الصهيوني ) هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة ، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة ، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.

سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات.

تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي.


[عدل] رسومه
كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.

في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.


[عدل] حنظلة
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

لقي هذا الرسم و صاحبه حب الجماهير العربية كلها و خاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب و القوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره 'للعدو'.

ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 ، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع.


[عدل] مقولات لناجي العلي
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو : ميت.
هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة.
كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
متهم بالإنحياز, وهي تهمة لاأنفيها, أنا منحاز لمن هم "تحت".
أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية.
وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.

واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.

وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.

فيلم وثائقي قصير عن حنظلة ناجي العلي " الأيقونة" إخراح :هناء الرملي


[عدل] شخصيات أخرى
كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: - سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: -الله لا يسامحك على هالعملة

أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: -شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط كلاسين للولاد

أما شخصية زوجهاالكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله

مقابل هاتيك الشخصيتين تقف شخصيتان أخرىتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الإنتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية


[عدل] اغتياله
اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى ، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.


دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191 . وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والإعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي
منقول من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


هو على فكرة لاجئ ( ان

الاربعاء, 09 يونيو, 2010
فيلم وثائقي قصير : الأيقونة - حنظلة ناجي العلي
:: أفلام وثائقية قصيرة : حنظلة ناجي العلي ::








(( هذا المخلوق الذي أبتدعته " حنظلة " لن ينتهي من بعدي بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أنني قد أستمر به بعد موتي )) ..!! , هذا ما قاله ناجي العلي قبل عقود من الزمن ونراه اليوم متجسداً أمامنا , وكأن أبا خالد أو بالأحرى أبا حنظلة كان يرى المستقبل وهو يرسم بدمه الواقع المؤلم لأمتنا أنذاك.








هو ناجي سليم حسين العلي ( 1937 - 29 اغسطس 1987م ) ، رسام كاريكاتير فلسطيني ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه ، ويعتبر من أهم الفنانين العرب ( في هذا المجال ). له أربعون ألف رسم كاريكاتوري ، أطلق عليه النار شخص مجهول في لندن ( 22 يوليو عام 1987 م ) , وعلى أثرها دخل في غيبوبة إستمرت لخمسة أسابيع حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً وإنتقل الثائر المناضل إلى رحمته الله شهيداً.






ترك لنا ولداً فتياً بعمر الزهور , وُلِدَ رمزاً وإستمر منذ ولادته وحتى اليوم رمزاً للواقع العربي , ورمزاً محركاً للذات والروح بما يحمله هذا الفتى من آلام وأشجان وثورة وقوة وكبرياء وهامة عالية لا تنكسر ولا تطئطئ الرأس.







حنظلة أو حنظلة ناجي العلي نسبة لوالده , هي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته ، هو يمثل صبياً في العاشرة من عمره. ظهر لأول مرة في جريدة القبس الكويتية عام 1969. أدار حنظلة ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973. يقول ناجي العلي : " أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين ولن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه ". إدارة الظهر وعقد اليدين يرمزان لرفض الشخصية للحلول الخارجية ، لبسه لملابس مرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لإنتمائه للفقر. ظهر حنظلة فيما بعد بعض المرات رامياً الحجارة ( تجسيداً لأطفال الحجارة في الإنتفاضة الأولى ) وكاتباً على الحائط. يعتبر حنظلة ابن ناجي العلي وتوقيعه الرمزي والفني لأعماله ، كما ظل رمزاً للهوية الفلسطينية والتحدي حتى بعد إستشهاد ناجي العلي. ، ولقد إحتار المحللون والنقاد والفنانون في تحليل شخصيته وتوضيح ماخفي منها خاصة عدم استدارته ليرى وليراه المتلقي.







في هذه الشهادة يوضح ويعرف ناجي العلي حنظلة وعلاقاته النضالية والفنية به :

- " ماذا لودب الوهن في ؟ , ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ , حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي حنظلة موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم. إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلا دون أن يدير وجهه. وإنني لن أستطيع ذلك فرسومي لاتباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها , حاولوا أن يجعلوني رسام القبيلة مع هذا النظام أو ذاك ضد ذاك ، ولكن كيف أقبل وحنظلة معي دائماً , إنه قريب لا تتصور مدى قسوته , إنه يعلم ما بداخلي , وهو يراقب هذا الداخل كحد السكين فإذا أردت أن أستريح لكزني ، وإذا فكرت في الرفاهية وحسابات البنوك ذكرني بنفسي , بأصلي وبناسي وأهلي وشعبي , أستطيع أن أحتال على الرقباء الرسميين ، فبعضهم لا يفهم المقصود من رسمي ، وأغلبهم لا يفهم الفن أصلاً , ولكنني لاأستطيع أن أحتال على حنظلة لأنه ولدي ".

- " حملت بحنظلة في الكويت سنة 1963وولدته هناك ، خفت أن أتيه ، أن تجرفني الأمواج بعيداً عن مربط فرسي .. فلسطين .. أن تهزمني السيارات والثلاجات والمكيفات " ولكن " ولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الإنزلاق ، حنظلة وفيٌّ لفلسطين وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك , إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ماجال بخاطري أن أجبن أو أتراجع , هكذا بدأ حنظلة رمزا ذاتيا , ولكنه تحول بعد ذلك إلى ضمير جماعي , إنه رقيب على أولئك الذين يساومون بما لا ينبغي أن يعرض في المزادات والمناقصات بقضيتنا كلها وبمن استشهد من أجلها وبحقنا في مستقبل قادم ... قادم ".

- " ( حنظلة شاهد وهو شاهد شاف كل حاجة )* ( شاف : رأى ) , إنه لا يستدير للقارئ ، ولكن القارئ الذي لا يفهم مرارته هو الذي يستدير له , يقولون إن حنظلة سلبي ، دار ظهره وشبك يديه ووقف يتفرج , إنهم لا يستطيعون أن يروا الدمعة المعلقة في عينيه والتي تنتظر أرض الوطن كي تعود إلى حيث تنتمي ".





عن حنظلة يقول ناجي العلي : " ولد حنظلة في العاشرة من عمره ، وسيظل دائماً في العاشرة , ففي ذلك السن غادرتُ الوطن ، وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك , قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه , إنه إستثناء لأن فقدان الوطن استثناء .. وستصبح الأمور طبيعية حين يعود إلى الوطن ".

وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي : " كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة ، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعاً ".

وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : " عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته ".





" أن شخصية حنظله كانت بمثابة الأيقونة , حفظت روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل , اأو بأنني أكاد إن أغفو أو أهمل واجبي , اشعر بأن هذا الطفل كنقطة الماء على جبيني , يصحبني ويدفعني الى الحرص ويحرسني من الخطأ والضياع , انه البوصلة بالنسبة لي , وهذه البوصلة تشير دائماً الى فلسطين ".


" هذا المخلوق الذي أبتدعته " حنظلة " لن ينتهي من بعدي بالتأكيد ..!! ، وربما لا أبالغ إذا قلت أنني قد أستمر به بعد موتي ..!! "


:: فيلم الأيقونة – حنظلة ناجي العلي ::







الأستاذة المهندسة / هناء الرملي مخرجة الفيلم تقول : " (كان) فيلمي الوثائقي الأول (هو) " الأيقونة " لاطلق حنظلة من جديد بعد عشرين عاماً من رحيل رسام الكاريكاتير ناجي العلي ، اطلقه واسلط الضوء عليه بأن طفل ناجي العلي هو أيقونتنا وايقونة أجيال لم تعاصر ناجي العلي بل عرفت حنظلة ، ولأن حنظلة هو طفل المخيم المهمش ، هو كل طفل محروم على وجه الارض لم تطله العدالة الإنسانية لينال حقوقه ، كان لابد أن أقوم بعمل موجه لهؤلاء يهبهم افاق اوسع في حياة يعيشوها محصورة بجدران المخيم وازقتها ".



محتوى الفيلم : " شهادات من المجتمع حول حنظلة ورمزيته في الذات العربية.

إقتباسات من ناجي العلي والد حنظلة , يصف بها ولده :

- " ولد حنظلة في العاشرة من عمره ،وسيظل دائما في العاشرة ففي ذلك السن غادرت الوطن ، وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك..قوانين الطبيعة المعروفة لاتنطبق عليه , إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء , وستصبح الأمور طبيعية حين يعود إلى الوطن ".

- " ولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الإنزلاق ،حنظلة وفي لفلسطين .. وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك. إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ماجال بخاطري أن أجبن أو أتراجع ".



بعض مما قيل حديثاً في حنظلة من خلال الفيلم – المهندس / محمّد تمّام : " حنظلةُ غادِرْ كلَّ جرائِدَ العالمْ / وأبقى في رحْمِ أمي هناكْ / جرحاً وياسمينا / حنظلةُ سأسمي كل أولاديّ العشرةَ حنظلة / الأولُ حنظلة / والثانيةُ ... ستكونُ بنتاً ... لكنني سأسميها حنظلة / والعاشرُ حنظلة / وحتى لا يقولوا أني سرقتُ منهمُ الرمزَ / ونسوا أنكَ منذ ولدتَ / غيرتُ إسمي حنظلة / وبعد الآن لن نحتاج أسامينا ".



أغنية : " حناجركم / لو رحل صوتي "

كلمات : ناجي العلي

ألحان : سميح شقير

غناء : تيريز سليمان " إبنة عكا "

ملاحظة : الأغنية قديمة سجلها الفنان الكبير سميح شقير قبل أكثر من ثلاثة عقود , ومنذ عدة سنوات أعادت " تيريز سليمان " تسجيلها من جديد بتوزيع جديد.



صوت حنظلة : ريم الخطيب

تصوير وأنيميش : م. هناء الرملي

مونتاج : أياد حمام , هناء الرملي

إخراج : هناء الرملي



الشكر الخاص :

- الهيئة الملكية للأفلام " الأردن "

- ليزا ليمان " أستاذة صناعة الأفلام الوثائقية في جامعة كاليفورنيا ".

- ريبيكا فلوريس

- إيلي راري.

- مايكل رينوف " مقدم عروض الأفلام المحاضر في جامعة جنوب كاليفورنيا وصانع الأفلام الوثائقية ".

- عبد الله حمودة , بسمة فتحي , النادي العلمي التكنولوجي / أحمد أبو عميرة , الفنان التشكيلي / عبد العزيز أبو غزالة , العاملة الإجتماعية / داليا زعترة , الصحفي / مهند صلاحات , المهندس / محمد تمام , الموظف / رامي ياسين , الصحفي / هيثم ناصر , المهندس / علاء أبو عواد , جان مسوح , الموظف / حكيم أبو كف , نجود عاشور , الصيدلانية / هديل عاشور , إسراء نيروخ , رشيدة بدران , هيا قبيلات , نسرين الأحمد , إبن الرملي , محمد لافي , منال أبو شميس , عاصف عبد الرحمن , سمر الرملي , معتز الخطيب , تاجر تحف شرقية / أحمد الأفغاني , زكريا لصوي , فادي السلفيتي , ضياء عارضة , محمد السعد , ميس رزق.



إنتاج : م. هناء الرملي

جميع الحقوق محفوظة لهناء الرملي – 2007

©2007 Copyright Hanaa Ar-Ramli


مقال حول الفيلم نشر في صحيفة صدى الوطن الموجهة لعرب شمال أميركا :



"حنظلة" في فيلم تسجيلي : الأيقونة التي تحمي من الانزلاق !



في إحدى لقطات فيلم ناجي العلي (إخراج عاطف الطيب-1992) يعاني رسام الكاريكاتير الفلسطيني من أحلام وكولبيس تؤرق نومه، فيستيقظ مضطربا ويهرع إلى الورقة البيضاء ويرسم "حنظلة". تلك اللقطة كانت تدليلا على إحدى أهم اللحظات في حياة الفنان ناجي العلي.

حنظلة.. الأيقونة والرمز وربما الاسم الآخر لناجي العلي، سيتواجد على جميع اللوحات الكاريكاتيرية التي رسمها الرسام الفلسطيني. وحنظلة.. الطفل ابن السنوات العشر، لا يكبر ولا يتغير، وحنظلة أيضا.. هو الفلسطيني الذي يديم النظر إلى فلسطين، فيبدو وكأنه يدير ظهره للجميع.

بالتأكيد، تستحق مسيرة الفنان ناجي العلي فيلما يوثق لتجربته الشخصية والفنية، لما تنطوي عليه من تفاصيل درامية لشاب ريفيّ ألخص لقضيته فأصبح قامة وطنية مدججة بسلاح من نوع آخر.. خاصة في تلك المرحلة التي كان فيها الكلاشنكوف جزءا من صورة الفلسطيني. ناجي العلي كان من طينة أخرى.. كان يناضل بريشته ضد الأعداء والأصدقاء، ولذلك لم يتمكن من الدفاع عن نفسه حين هاجمه القتلة في لندن.. بل حتى أن القتلة لم يعرفوا الخوف في تلك اللحظة، لأن "الهدف" لم يكن مسلحاً إلا بلوحة. وأقسى ما في الأمر.. أن القتلة لم يعرفوا ان السبب وراء تصفية الفنان الفلسطيني كان.. رسومه!

اللوحة الأخيرة التي كان يحملها ناجي العلي في تلك اللحظة.. تقول: لا لكاتم الصوت. وناجي العلي قتل بمسدس مزود بكاتم صوت، فأية دلالة وراء ذلك؟!

المثير.. أن "حنظلة" الكائن الافتراضي يستحق فيلما أيضاً، وهذا ما فعلته الفنانة هناء الرملي التي أخرجت فيلماً تسجيليا بعنوان "حنظلة"، مدته عشر دقائق. وفيه تحاول الرملي استقصاء صورة حنظلة في أذهان الناس، خاصة وأن حنظلة تحول إلى رمز بجانب الرموز الفلسطينية الأخرى، كالكوفية، وشجرة الزيتون، وغيرها.

في الفيلم ترصد الكاميرا حنظلة-الأيقونة التي يعلقها البعض في أعناقهم، أو مع مفاتيحهم، أو على جدران منازلهم، وبعضهم وضعها وشماً على جسده.

أحد الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم، قال ببلاغة ملفتة: إن حنظلة لا يدير ظهره لنا، لأنه غير مهتم بالقضية، بل هو يدير ظهره لنا لأنه إمامنا..

شخص آخر، قال: إن "حنظلة" كان أول من رمى الحجر، وهو بذلك يكون الملهم لانتفاضة الحجارة. وكان ذلك إيماء إلى إحدى اللوحات التي رسمها ناجي العلي قبل بضعة شهور من اندلاع الانتفاضة الأولى.

بعض أصحاب المحلات التجارية، قالوا إن الطلب على ميداليات حنظلة، مازال مستمرا. لا ينقطع الطلب على تلك الميداليات حتى بالنسبة لجيل الشباب، وهذا يعني أن حنظلة ما يزال رمزا وقيمة وأيقونة حتى بالنسبة للأجيال الجديدة.

حنظلة.. الضمير، أو الحقيقة الفجة التي تزعج الجميع وتحرجهم، ربما ما يغفر له أفعاله أنه ما يزال طفلاً في العاشرة، وغداً عندما يكبر سيتعلم كيف مؤدباً و"آدمي". ولكن ماذا لو لم يكبر حنظلة.. وهذا ما يحصل حقاً. طبعاً الطفل سيستمر بالإشارة إلى "الامبراطور" العاري، وسيضحك ملء قلبه، بينما الآخرون يمتدحون ثيابه الملكية.

حنظلة أيضا.. تعني المرارة في اللغة، وحنظلة الأيقونة وبطل لوحات ناجي العلي يشعر بالمرارة ويجعلنا نشعر بها.. طفل لا يكف عن المشاغبة واللعب بأعصابنا!



مختارات – أفلام وثائقية قصيرة

تجميع وإعداد وتقديم / الشاعر الرحال

أضافها الشاعر الرحال, في أفلام وثائقية قصيرة في 03:42 م, أرسلها ,

الأحد، 18 يوليو 2010


الساقية الحمراء

جزء من تاريخها



ـ في القرنين الثاني والثالث ميلادي اجتاحت المنطقة تيارات نزوح مختلفة ، غيّّرت الوجه الديموغرافي، منها على وجه الخصوص الغزو الروماني لشمال إفريقيا ، الذي تسبب في تخلخل البنية الديموغرافية لسكان الصحراء الغربية وقدوم من مناطق الشمال وصحراء ليبيا قبائل صنهاجية و زناتية استقرت في الأراضي الصحراوية. وقد ازدهرت التجارة بعد استيطان السكان الجدد التي فاقت حدود الوطن بفضل الجمل الذي جاء إلى الصحراء الغربية بمجيء المستجدين على المنطقة، بالإضافة إلى الزراعة التي نالت قسطاً كبيرا من الاهتمام.



ـ وابتداء من القرن الثالث الميلادي استولت زناتة و صنهاجة على الصحراء الغربية إلى تخوم السنغال ، وفي زحفهم هذا أخذوا يشيدون بعض المراكز الحضارية . وقبل ذلك في القرن الثاني بعد الميلاد ارتحل عدد كبير من الصنهاجيين باتجاه الجنوب بحثاً عن مستقر آمن وانتهى حالهم بعودة قسم منهم ، واستقرار القسم الباقي الذي سوف يكون لاحقاً الذرية التي سينحدر منها مؤسسو الدولة المرابطية .
في نهاية القرن السابع بدأ دخول العرب المسلمين إلى إفريقيا ومعه أخذ الإسلام بالانتشار. وقد وصلت إلى الصحراء الغربية ، هجرات عربية من اليمن، حاملة معها راية الإسلام، الذي لاقى قبولا من القبائل الصحراوية وأصبح منذ ذلك الوقت الدين الإسلامي العروة الوثقى بين سكان المنطقة، مما أدى إلى إنهاء منازعتها وأحقادها وفتح صفحة جديدة في مجرى تاريخ المنطقة بكاملها. وتعمّقت العلاقات وتوطدت بوصول هجرات عربية جديدة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر أثبتت الهوية العربية الإسلامية في المنطقة.






ـ كان الصحراويون منظمين في إطار قبائل من الرحل والرعاة الذين يتنقلون عبر مساحة شاسعة تجاوز الحدود الدولية المعترف بها اليوم. وكان رؤساء العشائر والأفخاذ يلتقون في إطار جمعية قبلية تسمى' 'الجماعة' ' حيث يتناقشون مع الشيوخ الذين يقودون القبائل. و الخلاصة هي : ّ إن سكان الساقية الحمراء شعب عربي مسلم أصيل لا تشوبه شائبة، يعود في أصله إلى قبائل عربية حسّانية أتت من شبه الجزيرة العربية ضمن هجرات عربية متفاوتة. ومن يعاشر سكان هذه المنطقة يرى بأم عينه لغته العربية ذات اللهجة البدوية الصحيحة وبلكنة عروبية متميزة، تؤكد عروبة هذا الشعب وكذلك عاداته العربية الواضحة للعيان .



ـ ثم أثناء الفتح العربي في القرن التاسع الميلادي وصلت القبائل العربية الحسانية إلى الصحراء في مهمة أسلمة المنطقة بعد أن ارتد أهلها الذين أسلموا على يد عقبة بن نافع … .
وعلى كل حال فإننا لا ننكر أن المنطقة وفد إليها كثير من الأجناس الزنجية من الجنوب ، والأوربية من الشمال ، وإن كانوا قلة بالنسبة إلى السكان الأصليين زناتة و صنهاجة ومن هاجر من اليمن وفلسطين ، ومن جاء فاتحاً في العهد الإسلامي … .
وامتزاج هذه الشعوب هو ما يكون البنية الأساسية للإنسان الصحراوي الحالي … غير مغفلين أن التعريف الموضوعي يفرض أن نحكم بعروبتهم ، نظراً لتعاظم الإرث البيولوجي العربي فيهم و لهيمنة التراث العربي الإسلامي .



الموقع الجغرافي



ـ بالنسبة للموقع الجغرافي الدولي ، يمكن تحديد المنطقة بخطي الطول 8 و 20 وبخطي العرض 28 و20 ، ويمر خط الطول 16 على مدينة الداخلة ، في حين يشكل خط الطول 12 الجزء الأوسط من حدود الصحراء مع موريتانيا .
أما عن التسمية ، فإن إطلاق " الساقية الحمراء " سببه نهر كان في المنطقة يمتد على طول 500 كلم ، وتتلون مياهه بالأتربة الحمراء التي تحملها من المرتفعات ، كما أنّ اسم وادي الذهب ، اسم أطلقه البرتغاليون عندما احتلوا المنطقة في منتصف القرن الخامس عشر ، بسبب ما كان مزعوما من وجود معدن الذهب في تربته ، وهو زعم لم يثبت لحد الآن . إذاً فالساقية الحمراء هي نهر يجتاز مسافة تزيد على 500 كلم بالجزء الشمالي من تلك البلاد إلى غاية المصب الأطلسي، و تتكون الساقية الحمراء من خمس مناطق تسيل منها روافد الوادي وتحتوي على نباتات طول العام. وعموماً فإن موقعها على الطبيعة يبتدئ عندما تغادر مدينة أغادير وتتجه جنوباً بمحاذاة المحيط الأطلسي : هناك تدخل الصحراء ، والمنطقة الأولى منها يطلق عليها " طرفاية" والمنطقة التي تليها معروفة باسم الساقية الحمراء التي تمتد إلى الجنوب من وادي درعة ، ومساحتها 82000 كلم2 ، ثم تليها على امتداد الساحل منطقة وادي الذهب التي يعتبر جزؤها الشرقي امتداداً لمنطقة " تيرس" الموريطانية ، ومساحتها 19000 كلم2 .



الهيكل الاجتماعي



ـ عٌرف الصحراويون قديما بنظامهم المتميز والمتمثل في مجلس ايت أربعين بمعنى حكم الأربعين ، والذي كان مجلس من الأعيان في قبائل الصحراء الغربية و تتم العضوية فيه على أساس الترشيح القبلي ورئاسته متداولة بين الأعضاء، و تصدر قراراته بالإجماع طبقا للأعراف والتقاليد وعلى قاعدة الشريعة الإسلامية.



ـ فالعائلة كانت هي الأساس وتشكل قاعدة الهيكل الاجتماعي الذي يرتكز عليه تنظيم القبيلة ، والقبيلة تنقسم بدورها إلى أفخاذ ، على رأسها شيخ قبيلة تشبه سلطته إلى حد بعيد سلطة ملك أو رئيس وإلى جانب شيخ القبيلة الذي يمثل السلطة التنفيذية نجد الجماعة التي هي عبارة عن جمعية تشريعية كلما واجهت المجموعة القبلية خطرا سواء كان داخليا أم خارجيا مثل مجلس " أيت أربعين" فالقبيلة إذن امتداد للعائلة وهي مبنية على أساس الدفاع المشترك والتعاون المتبادل .



أنواع القبائل



ا لمحاربة: الرقيبات ـ آيت أوسي ـ أولاد دليم ـ تكنة



الزوايا : توبالت ـ فيلالة ـ قبيلة أهل بارك الله ـ أولاد تيدرارين ـ أسرة أهل الشيخ ماء العينين [ان قبيلة أولاد تيدرارين تنتسب أصلا إلى قبيلة الخزرج من قبيلة الأنصار ]



الحرفيون و التجار: لميار ـ الشناكلة ـ أولاد بوعيطة ـ لفيكات ـ محاط ـ إيمراغ



هاته الاخيرة هي قبائل الحرفيين الذين يمارسون الصيد أو التجارة أو غيرها



وهناك قبائل انتقلت من صنف قبائل مقاتلة إلى الزوايا إما بسبب هزيمتها في الحروب أو تمركزها حول الزوايا و المشائخ و الأولياء الصالحين,



النسب: يمكن تقسيم القبائل الصحراوية حسب النسب إلى:



- العرب: - أولاد الدليم، يكوت ، ايت أجمل من تكنة، وجزء من ايت بلا

- الشرفاء :- الرقيبات، أولاد بالسبع، العروسيون ، فيلالة

- الأنصار: أيتوسى، أولاد تيدرارين

- الامازيغ: ايت احماد، ايت باعمران ،ايت النص (قبائل ايت النص او اتحاد ايت النص الذي يضم :

قبيلة ايت زكري, ،قبيلة ايت بوهو,قبيلة أولاد بوعشرة,قبيلة ايت براهيم )



إنّ الامتداد القبلي لسكان الصحراء ليس قاصراً على دولة بذاتها بل هو موزع بين أطراف المنطقة العربية كلها .فأولاد دليم مثلا ينتمون إلى عرب العراق _ يكوت إلى بلاد الحجاز _ وفرع من أولاد تيدرارين في ليبيا وفروع في المغرب في حوز مراكش و الصويرة و قرب سيدي قاسم .والركيبات : يوجدون في تندوف ويوجدون في بليبيا ،في موريتانيا (أطَّار والزويرات) .وآيت لحسن : في موريتانيا باسم (إدا بلحسن) .أولاد بو سبع : في مالي من الطوارق ـ في غرب ليبيا الجبل الغربي ـ وفي مصر ـ وفي سيدي المختار .والعروسيون : في ناحية سطات بالمغرب ـ وفي موريتانيا . وفي ليبيا .ايتوسى : في اطار بموريتانيا، بتونس والجزائر .



المراجع : عدة مصادر

السبت، 17 يوليو 2010

الوطن بستان وفلح .. وريحة عنبر المشخاب

الوطن كركورة طفل يلعب .. و يختل وره الباب

الوطن رطب برحي .. وجرف يحضن الخنياب

الوطن شعر شعبي .. وقصيدة ونظم سيّاب

الوطن وادي وجبل .. هور ونخل وحْباب

الوطن خاوه الحزن من حجّاج.. ولسه ما نعرف الأسباب

السبب دم الطفل وحسين.. ووياهم جثير أسباب

وما ينفك هلحزن يا ناس .. لمن يطلع إمام الغاب

***

الوطن ناي إبحلك عازف توالي الليل

الوطن مهرة إمعضّله إتسابك الخيل

الوطن مزيونه إمعطره أبريحة الهيل

الوطن كَمر صافي يحلّي السهر بالليل

الوطن خِضار وسما وزركَة إسهيل

الوطن مثل المريض الشفة ورد بيه حيل

****
الوطن كَفلة إحديثات يملن ماي

الوطن قيثارة ولحن بالناي

الوطن ريحة هيل وسط الجاي

الوطن هور وزلال الماي

الوطن مضيف ونخل وفياي

وبْلايه الوطن تبقى تطك هاي أبهاي

****


الوطن رمان العطيشي .. وبرتقال ابشهربان

الوطن ركًي الموصل .. عطر النجف بالليوان

الوطن تمر الفاو .. ومنارة إبفلوجة الشجعان

الوطن ناعور راوه وهيت .. إبطرف بستان

الوطن تاريخ الزلم .. يا نكَرة السلمان

الوطن أم وحضن ... للخايف وبردان

****

الوطن يا خي موال وقصيدة وهلاهل

الوطن يا بيت الشَعَر ياقصر الشناشل

الوطن صوباط العنب يا صوت البلابل

ياوطن سلـّوك إبحجة كذبة الشامل

الوطن يا خي بيت وشرف للي يستاهل

الوطن يرفس كل عميل وخاين وعايل

الوطن كاعد علنفط.. عيب إيعيش أهله على الفلافل؟

عيب إيعيش أهله على الفلافل
عيب إيعيش أهله على الفلافل

أختكم في الله الانبارية

لبيك بغداد

--------------------------------------------------------------------------------


قصيدة: لبيكِ بغدادُ
ألقى الشاعرُ المصري (سعد درويش) في مهرجان المربد السابع الذي أقيم سنة1986 قصيدة نجتزئ لكَ منها :
لبيكِ " بغداد" ...أنت ِ الحلمُ والأملُ
وأنتِ رغمَ العوادي الشعرُ وَ الغزلُ
لمَّا أتاني رَســــــولٌ منكِ يبلغنــــــي
أنَّ اللقاءَ قريبٌ ..فاضت المقلُ
لَبيتُ أمْمـــــــــــركِ كالجندي ممتثلاً
في الحبِ وَالحربِ ...قلب الحر يمتثلُ
الشوق أرقني والبعدُ برحَ بي
بعدُ الحبيبِ عذابٌ ليسَ يحتـــــــــملُ
صباحُ " بغداد" تجلو العين طلعتهُ
وليلُ بغدادُ كحلٌ حينَ نكتحلُ
العيش فيها ظليل وارف خضـــــلُ
وعند دجلة يحلو العلُ والنهلُ
بغدادُ عشتِ على الأزمان شامخةٍ
الوجه مؤتلق والمجدُ متصلُ
يابنت "هارون " لامستك عاديةٍ
ولا أصابكِ ألا العارض الهطلُ






__________________

العاب بنات

من مواضيع صفا قاسم في المنتدى:

البنات نعمة
نشيد : عن الفتاة واسلامها ارجو الدخول
شعر شعبي عراقي وطني
لعبة حلوة ومشهورة تفضلوا الدخول
قصيدة حزينة عن الام
لبيك بغداد
فصبرا في مجال الموت صبرا
الى ابناء المدارس
حكم وامثال وابيات شعرية تنفع في حياتك
شعر: حنين هيت
دعاء تلميذ كسول

.....................

اعدام عاشق



احداث قصة لرجل احب فتاة من التبعية الايرانية في العراق وتزوجها ..وهجرت الى ايران مع اهلها استنادا لقرار حكومي وبعدان شكا الامه و اوجاعه لشدة شوقه لابنه وزوجته التي ..ترجته ان يدع ابنها لها كونها لايمكن ان تتحمل فراق الحبيب والابن وهو ثمرت ذالك الحب ..



كان لهذا الفراق اتر كبير في نفسه لذا شكا حبه ..وسرعان ما اخذته سطوة رجال الامن واختفى ...رغم جميع محاولات امه واهله من معرفة مصيره..وبعد سقوط النضام بالعراق تبين انه اعدم .




من قبل واحد وعشرين عام



جانه طارش بالخبر



شاب شعري والكلب بيه انفطر



وطاحة امي من القهر



والدمع اكفاها البصر



كالت اختي يابشر جذاب من جاب الخبر



راح يوم.. اجا يوم ما كشف عن سرا الدهر



لمحت العالم حزن مرسوم بوجوه الخوات



والزلم مهضومة تبات



صاح شامت ..من زمان ما شفنا الفرح عدكم يبات



راحت امي ترتجي اهل الضمير



بلكي تصحى وترحم الكلب الكسير



انصحوها الناس روحي للوزير



والوزير..انه فد واحد فطير



مارحم..ام..لاجل ابنها تستجير



واحد وعشرين عام...



انا صابر ارجف ابكلبي واكابر



لااخالط ..لااعاشر



خاف من واحد حقير



ايترجم جروحي سياسة ..وبخبر.. كان ..اصير



واحد وعشرين عام....



جانت امي تكعد بليل الشتا تنوح وتكلب دفاتر



تحجي قصته بصوت.. مذبوح المشاعر



وليدي شاطر ..للوفا يؤلف خواطر



شنو ذنبا ..ذنبا كل ذنبا ..الكلب عندا جبير



مال مره ..هوى بنيه



حلوى مستورى وابيه



كال يايما احبها..يما خطبيها اليا



واخطبتها ..وتوجوا ذاك الغرام بفد ولد سموا وسام



وبسعادة ..دارت اومرت ايام



وبسلام عايش ابعشة الحمام



تالي جالي ..كلي يا يمه تعالي



الامن يطلب فصالي من الاحبها



الامن يايمه جوني ..وهددوني..الاحبها يسفروها



وهيه يايمه حزينه ..والكلب طاح بونينا



صار محتوم الوعد واطلبت مني الولد



انا حاير.. كولي يمه



ابني اتنازل يروح ويا امه



وانا اريده..هنا بكليبي اضمه



كولي يمه



ش هل قرار ..شلون اجرعه ..شلون اصدره ..اشلون اهضمه



كولي يمه



ان ردت فديوم ابوسه وهو بعيد ..اشلون اجوسه



شلون احضنه ..اشلون اشمه..كولي يمه



انا وابني حيرا وحده ..هو مايعرف يقرر وانا ماعرف شزيد



تالي مرتا صاحت بصوت احبستا ..وزفره وحدا طلعتا



كالت ..احااا ..بعذابي.. فدوا عمري.. وكل شبابي



ااه ياعمه العمر ..الزمن بطل يمر



غصه..وبكلبي الجمر..حبي اخذوه ابغدر



وشلوا كل الفرح..الكلب عصروا.. عصر



فدوه عمه ..قسمه نتقاسم سويا



الج ابنج ..وابني ليا



الضربتين براس اسباب المنيا



ابني بدموعا غرك..صاح يايمه شبديا



واختلط دمعي بدمعهم..ليلي وبطولا حضنتهم



مرا ابكي عالولد..مرا ابكي عالبنيا ..مرا ابكي عالطفل



الي كل ذنبا انولد بهل بلد



وحملوها جبل هم وهجروها..بلا ندم من سفروها



صبر.. ابني ..يوم .. يومين ..وبعدها



جرحا صاح تذكر بابنه وبحبه الي راح



ضل مثل مكطوع الجناح



ماكدر كلبا انفطر..بالالم ناح



كال صح العدل ببلادي شح



والضلم خييم علينا ومانصح



لجل هاي..جته غربان وخذته..بالضلم حاوطته



وما ضهر سرا العجيب الا ..من طاح النضام



من قبل واحد وعشرين عام



هذا حال امي ..تجفل من تنام



كلما تغفه ..تفز تصيح ..وليدي راح



ومارجع النا بسلام



واحد و عشرين عام..



حاربونا وبحربهم يشركونا



خوف منهم ما لفونا.. لا خوال.. ولا عمام



واحد و عشرين عام



ندعوا الله.. بكل صلاة.. وبكل صيام



ربي مررها بسلام



ربي زيلنا الغمام



تالي دارت..والظلم ولد ظلام



بالحزن طار الحمام



والي باك اهلا ندم



جونا ناس بلا علم



الثمن مقبوض سعروا حتى القلم



ماسلم منهم شريف ولا عفيف ولا نضيف



لاشيعي ولا سني سلم



تالي امي ماتت بحسرت ابنها الما رجع



شكد بجت وتوسلت بس مانفع



بالالم اخذوه اوهيفوه



بلا سبب من عذبوه ابنه اوحبهه نفوه



الرحم راح بكلبهم وانشلع



خيي ماهجع كلبي عليك ولاقنع



ينعدم عاشق لان كلبه ليمع



يابشر ينعدم عاشق لان كلبه ليمع



**مع تحيات الشاعر عماد ياسين مجيد**

__________________




--------------------------------------------------------------------------------
ما مرتـــاح

كاظم إسماعيل الكَاطع

ما مرتاح .. ما مرتاح .. مامرتاح

عيوني تستحي بس الدموع إوكاح

ما مرتـــــــــاح

منٌك.. منٌي .. من الجاي من الراح


ما مرتــــــــاح


عركه وي الزمن ورجعنه مكسورين !!


وبعيده المسافه وينٌسي اللٌي طاح ..

ما مرتـــــــــــــاح


لأن شفت الشمس نزلت تبوس الكًاع


وبكف الطفل تنلاح


ولأن قاضي البلابل مدٌد التوقيف


ومفتوحه السِما


والفيل عنده جناح

ما مرتـــــــــــــــاح



لأن قفل المحبه إنباكً


وِترهٌم عليه مفتاح


ما مرتــاح



متروك بجزيره وتيٌهت بالليل


وإجو ربعي عليٌه بقافلة أشباح

وإنته إشبيك ؟؟؟؟؟


لمٌن دافعت عن نفسي صابك غيض


مو حتى الكًنافذ من تحس بالخوف


تستخدم جلدها سلاح !!


ولا جن الفجر مثل الفجر محبوب


لون الفجر صاير يقبض الأرواح !!


ما مرتـاح من ربعي ولا مرتاح


تمساح إبنهرهم صاحو من الخوف


وجازفت بحياتي من سمعت إصياح


!!! صارعت المنيٌه وبيده هزني الموت!!!

ومدمٌى إطلعت :-


صفٌكًو للتمســــــــاح


كل هذا وتريد أرتاح

ما مرتـــــــــــــــاح


ما مرتاح من ربعي ولا مرتاح


نادوونـي.. وركضت إبليــل


إيد الرسن بيها وإييد بيها سلاح


عثرت مهرتي ... وربعي قبل ما طيــح


واحد كًال للثاني


أبشـــــرك طـــــاح

أبشــــــــرك طــــــــاح

*****


للشاعر : ابو فاطمة الرويمي



يا وطنا

ياو طنا

يلي بيك احنا انولدنا

ومن ثدي دجله اوفرات اشكد رضعنا

ياوطنا… شكثر بربوعك كعدنا

ومانسينا… شكثر فوك ترابك المحبوب نمنا

ومن نسمعك تندب انت او تستغيث

ايزود ويغركنا همنا

لجل حزنك ياعراق احنا حزنا

ومادرينا… ذياب يبلادي الغزتنا

ومادرينا… شلون باكوها شمسنا

ياعراق…. سنين ضاعتبين حسرة وآه ومصايب جرعنا

ومايفيده ضماد لا لا

ولايفيده الشد جرحنا

وهذا حدنا

كافي ذله

وياهو بالعالم جرع ذله مثلنا

شلون ننذل

وحنا من حسين جم ثورة اقتبسنا

وهذا حدنا

اليوم يعراق انتبهنا

اليوم اجينا امسلحين

وبسم ابو السجاد نهتف

عالي ايرفرف علمنا

زلمك احنا

…او مايهمنا الموت لجلك مايهمنا

ياوطنا

…لجلك اتهون الحياة

او لجلك انضحي بعمرنا

عهد منااولازم انوافي ابعهدنا

ياعراق….

.مانساوم بيك بس انت املنا

رجالك احنا امحزمين

او موت بالعزة كصدنا

لازم انحرر ربوعك

ونسكي اشجار المحنةابفيض دمنا

شلون نغفى

وانت يابو الخيرمحروم المحنه

شلون تغمض عينااويطبك جفنا

ونت بين اعداك يعراقي ذليل

عيب نومتنه ابمذله

شلون وعلى الذله نمنا

ماهو عيب الجان هاجرنا وبعدنا

العيب كل العيب

لو يسكت تفكنا

وعار كل العار لو يخلص فشكنا

ياعراق…

لاتصيح ارجالي وين

احنا كبل الصيحه شدينا حزمنا

ومايهمنا

…حت لو ميت الف طاغي اويزيد

يعود بيك
نسير ونواصل هدفنا

حتى لو كل احنا متنا

لجن من نسمع ابصوتك تستغيث

انكوم ونشكك جفنا

ياعراق

ٍِ

لازم ايطر من بعد ليل الظلم بالعز فجرنا

ولازم غيوم الظلاله

انزيلها او تطلع شمسنا

ياعراق…

ارجالك احنا

مانهم لو الف بركان اليفجرونه ابدربنا

لازم انحقق هدفنا

لازم انحقق هدفنا

*****

الزفاف الموريتاني..


الزفاف الموريتاني لون السواد يثير في الذهن سماء الصحراء
2008-08-29

ما يزال الزواج في موريتانيا يخضع لتقاليد فريدة، لكن غلاء المهور جعل شباب البلد يتجه نحو التخلي عن العادات السائدة.
تحقيق محمد يحيى عبد الودود من نواكشوط لمغاربية- 29-08-08


[محمد يحيى ولد عبد الودود] امرأة موريتانية ترقص في خيمة خلال حفل زفاف.


يبدأ العرس في المجتمع الموريتاني بالخطوبة أو ما يعرف محليا "إسلام" الذي يقوم العريس أثناءه بتقديم مبلغ مالي، في الغالب، لأهل العروس مباشرة بعد طلب يدها ثم يتم تحديد موعد الزفاف أو الليلة الأسعد كما يرى البعض.

زي العروس المفضل يتمثل في ملحفة سوداء وتاج على الرأس وأساور في المعصمين وقلادة تظهر جمال جيد العروس بالإضافة إلى يدين مضمختين بالحناء. كما أنه على الرجل أن يرتدي دراعة ويضع حول رقبته عمامة سوداء. ومن اللافت للنظر أن السواد الذي يرمز للأتراح في الكثير من المجتمعات العربية يعتبر على النقيض من ذلك في المخيلة الشعبية الموريتانية حيث يرى أحمد سالم ، وهو خبير اجتماعي، أن ليل الصحراء الهادئ جعل للسواد معنى خاصا.

خلال حفلات الزواج، تتواصل الأفراح لثلاثة أيام على الأقل وهي الفترة التي تعرف "بالسبوع" وهي عادة ما تكون مكلفة للعريس.

•عادات الزفاف الجزائري: التفرد وغلاء الكلفة والتنافس الشديد
•في المغرب المقبلون على الزواج يقيسون ما إن كانت العادات تُبرر النفقات
•التونسيون يجدون بدائل للأعراس التقليدية المُكلفة
•الزفاف الموريتاني لون السواد يثير في الذهن سماء الصحراء
•اليومي


الإنفاق على الزواج يختلف من طبقة إلى أخرى حسب المستوى المادي للمتزوجين ، فهناك ميسوري الحال الذين ينفقون الملايين في الحفلات حيث تعطى المبالغ المعتبرة للشعراء والفنانين الذين يتغنون على الزوج والزوجة وهي عادة تقليدية فريدة لها جذورها في الثقافة العربية

بعض المتنوعين من خريجي الجامعات والمعاهد أخذوا في الخروج شيئا فشيئا من دائرة ذلك التراث إلى دائرة العصر

متعلقاتتقاليد عيد الفطر تشكل متاعب مالية للأسر المغربية

2007-10-11

عادات الزفاف الجزائري: التفرد وغلاء الكلفة والتنافس الشديد

2008-08-29

الشباب الموريتاني يرفض ممارسة لبلوح أو "التسمين الإجباري"

2009-02-20

اليأس وظاهرة العرافين في المغرب

2007-02-23

نساء المغرب ينتظرن الزواج لكن يحافظن على النمط التقيلدي الأصيل للاحتفال به

2007-06-01
وهذا هو الحال مع لمرابط 29 عاما الذي يقول "لقد اتفقت مع خطيبتي أن نخرج على بعض العادات التقليدية البائدة مثل إعطاء المال للفنانين من أجل المديح واللباس الأسود وما إلى ذلك من أجل ادخار مبالغنا المالية لمرحلة ما بعد الزواج .... بعض الناس لم يرق لها الأمر لكن رفقاء الدرب والعمر ساندوني بكل تفهم".

كلفة الزفاف الغالية تعوق حتى طريق الحب كما ترى عائشة التي تبلغ 23 عاما وهي طالبة جامعية حيث قالت لمغاربية "الكثير من الشباب لم يعد راغبا في الزواج من الشابات نتيجة ارتفاع المهور ارتفاعا غير مبرر، والذي لا يخدم المجتمع نفسه على المدى البعيد".

ارتفاع المهور في السنوات الأخيرة دفع بعض الشباب في العشرينات من أعمارهم إلى الزواج من النساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر تفاديا للكثير من الطقوس الاجتماعية المكلفة كما هو الحال مع أحمد 27 سنة الذي عقد قرانه على فاطمة 43 عاما قبل ستة أشهر.

وقال لمغاربية عن ذلك "أشعر بالسعادة مع زوجتي المتفهمة لضرورة تغيير العقليات التي لا تساعد على التنمية فقد ساعدتني في الحصول على وظيفة واحتضنت كل أحلامي وآمالي لذلك أشعر أن الحياة من حولي مليئة بالحب والمودة..

ياشنقيط........




يا شنقيط

جديد الشاعرة: خديجة أبي بكر ماء العينين



أرى مهجتي شوق الربوع يقودها

لعل ديار الأهل يدنو بعيدهـــا


فحتى متى تحيى الطيوف بمقلتي

وحتى متى أخشى الليالي تؤودها


أزف إلى الأحباب من قبل نلتقي

تحايا من الأشواق روحي بريدها


سحابة شوق حيثما حام أمطرت

ودادا به الآبار طاب ورودهــا


وقطرة حب في البطاح تحيلهــا

إلى جنةغناء تسبي ورودهـــا


ألم يان من شنقيط ضم متيـــم

مناه مع الأيام يبقى يعودهــــا


يصارع أمواج الظروف وبحرها

محيط لعمري للأماني يبيدهــا


هوى ذكريات ليس تبلى جميلـة

حكايا من الجدات أمسى يعيدهـا


فأصبح كالعصفور نشوان حالمـا

تطير به الذكرى تموج عهودهـا


يحط على غصن نضير يميــده

كأرجوحة آلى الوليد يميدهـــا


ألم تدر شنقيط بقلب يحبهــــا

ترنم رغم البين فيه نشيدهــــا


ولوع تحدى البين كسر ســوره

فرقت له الأيام حتى شديدهـــا


تغنى بشنقيط الفطيم وإننــــا

نرى السعد إذغنى لأم وليدهــا


على القلب منقوش هواها ولم تزل

بكل لسان يستطاب قصيدهــــا


نسجناك ياشنقيط ثوبا يلفنــــا

ومنك ثياب الحسن يزهو تليدهــا


وصغناك يا شنقيط عقدا مرصعـا

تباهي به الحسناء يزدان جيدهــا


ملأت كويسات الهوى بمدامـــة

معتقة في الحب يسمو حميدهـــا


رفعت لواء الدين حبا وطاعـــة

إليك سراة العلم تأتي وفودهــــا


محاظرك الأعلام عم شعاعهـــا

على كل قطر فالعلا يستزيدهـــا


لأنت منار توجته ثقافـــــــة

يكللها القرآن يحظى مريدهــــا


أنا الصب أوهى روحه بث أحرف

تفتش عن ذكرى يهيج بعيدهـــا


أراعي ب{سوس}و{الصمارا}محبـة

لشنقيط والأوطان يرقى ودودهــا


أناالقلب أضناه التوله والجـــوى

أضمخ بالأشواق إني شهيدهــــا


أنا الشعر بوح ناغمتني هويــــة

بخيمة عز لايخر عمودهــــــا


أنا الطفل يا أماه يلهمني الهـــوى

وتوهمني الأحلام أني سعيدهــــا


فضمي إليك الطفل طال فراقـــه

تري أم موسى فيه زال شرودهــا


وقري عيونا في بنيك فإنهـــــم

رموز وفاء لا تضل شهودهــــا


وكوني على علم بأن حنينهــــم

دعاء قلوب في لقائك عيدهــــا


دعيني أعفر في ثراك مهيجتـــي

وبوركت من أرض يداوي صعيدهـا



خديجة أبي بكر ماء العينين

مدينة سـلا – المملكة المغربية

أضواء على الأدب الموريتاني

كتبهاالمختار ولد محمد موسى ، في 26 يوليو 2007 الساعة: 19:28 م


فريد أمعضشو*

farid-88@hotmail.com

تمهيد

لا نبالغ إذا قلنا إن الكثرة الكثيرة منا لا تكاد تعرف شيئا عن الأدب الموريتاني؛ قديمه ومُحْدَثه، قصيده ونثره. ولعل هذا ما حدا أحد الباحثين على وسْم هذا الأدب بـ"الحلْقة المجهولة" في سلسلة الأدب العربي. والحق أن لبلاد شنقيط كياناً أدبياً قائماً يشترك مع عموم الأدب العربي في أمور عدة، بقدر ما يستميز منه بخصائصه الأثيلة التي هي نَتاج بيئته ومحيطه الشامل. ومحاولة منا لتقديم صورة – ولو تقريبية وعامة – عن الأدب الموريتاني ونقده، ارتأينا أن ندبّج هذه الورقات التي هي – في الواقع – قراءة واصفة لإحدى الدراسات الموريتانية المعاصرة القيمة التي نهضت بعبء التعريف بأدب الشناقطة قديمه وحديثه، عامّيه وفصيحه، إبداعه ونقده جميعا.

لقد اتجه اهتمام الدرس النقدي العربي ردْحا غير يسير من الزمن إلى آداب المركز (مصر والشام والعراق خاصة)، فتناولها تناولا شاملا، وكتب عنها دراسات وأبحاثا غزيرة ومتنوعة. على حين لم يلتفت إلى آداب الأطراف/ الهوامش إلا لماما وعرضا. ولذا كان نصيب الأقطار المغاربية عامة والقطر الموريتاني خاصة من ذلك الدرس ضئيلا جدا، وذلك لاعتبارات سياسية وجغرافية وثقافية. وهكذا، ظهرت بعض الأصوات في موريتانيا تنحو باللائمة على أدباء المشرق ونقاده وتعيب عليهم تغييبهم أدب موريتانيا وتهميشه وإقصاءه من اهتمامهم. والواجب أن قضية التعريف بالأدب الموريتاني يجب أن ينهض بها أبناء موريتانيا ودارسوها، ولا ينبغي لهم أن يركنوا إلى الراحة والخمول منتظرين قيام الآخرين بالتنقير في تراثهم الفكري والأدبي والتعريف به. وهذا الأمر ينسحب على سائر الأقطار المغاربية، وهكذا ألفينا مثلا الأستاذ عبد الجبار السحيمي يكتب في الأعوام السبعين مقالا في صحيفة (العلم) يتهم فيه النقد المشرقي بالنظرة الشوفينية الضيقة لتعامله مع أدب المشرق دون أدب المغرب.([1])

لا شك في أن ثمة جملة من المثبطات والصعوبات التي تقف في طريق الأدب الموريتاني، وتجعل الاقتراب منه، والتعرف إليه، وتكوين نظرة حقة عنه أمرا عسيرا. ومنها على سبيل المثال أن أغلب أدب موريتانيا ما يزال مخطوطا حبيس الرفوف في الخزائن الخاصة، والمكتبات العمومية، والخزانات التابعة للزوايا والتي يَضِنُّ القائمون عليها على القراء والمثقفين ولا يخرجون كنوزها للناس ولا يسمحون للدارسين بالاطلاع عليها وتحقيقها ونشرها. وإذا لم يبادر المتوفرون على هذه الكنوز بتحقيقها وطبعها وإذاعتها بين الناس، أو تمكين الجهات المختصة من ذلك، فإنهم سيتحملون جريمة اندثارها أمام الأجيال القابلة. بل يجب في مثل هذه الحال أن تتدخل السلطة السياسية لإرغام هؤلاء الذين يحتكرون هذه المخطوطات على تسليمها للدارسين المحققين، أو إغرائهم قصد بيعها للخزانات العمومية. لأن هذه المخطوطات إنما هي ملك للجميع، ولا يجوز الاستحواذ عليها وإخفاؤها. ثم إن من شأن تحقيق هذه الكنوز وطبعها ونشرها أن تؤدي إلى تغيير جملة من الأحكام التي أمست "مسلمات" في دنيا النقد العربي. يضاف إلى هذه الصعوبة صعوبات أخرى؛ منها أن كثيرا من الأدب الموريتاني قد تعرض إلى الإحراق والنهب على يد المستعمرين، وضاع حظ كبير منه نظرا لغياب الحفظ والصيانة وقلة التدوين. أضف إلى هذا الصعوبات القبلية، ونَدرة وسائل النشر…إلخ.

وبالرغم من هذه العراقيل جميعها، وبدافع من الغيرة والعزيمة الأكيدة على التعريف بأدب موريتانيا والبحث عن مكانة تليق به ضمن خارطة الأدب العربي، قام عديد من الدارسين الموريتانيين في العقود الأخيرة وشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد والبحث تحدوهم الرغبة في تقديم صورة لائقة بأدب بلدهم، فظهرت – نتيجة لذلك- دراسات وأبحاث ومقالات قيمة تصب في هذا الإطار. وقد لاحظ الأستاذ أحمد ولد حبيب الله في مقدمة كتابه (تاريخ الأدب الموريتاني) أن التعامل مع الأدب الموريتاني أخذ منحيين اثنين، هما:

أ- منحى يعتبر الأدب الموريتاني كتلة من المفاهيم والأحداث والقيم التي ينبغي أن تظل محروسة أو أسرارا قبلية أو مقدسات لا يجوز نبشها وإذاعتها أو مجرد الاقتراب من حرمتها وحرمها، ويجب أن تبقى مستقلة عن الوجود أو الوعي الموريتاني المعاصر. و"هذا منحى موجود بالقوة على حد تعبير المناطقة"([2]).

ب – منحى يرى أنه يجب التعامل مع الأدب الموريتاني من منظور علمي بحث ومن منظور الوعي بالحاضر والإدراك للوجود الآني. وهذا المنحى هو الذي يجب أن يسير فيه البحث الجاد والرصين، وهو الذي ينبغي أن يسود المشهد الثقافي الموريتاني إذا أريد له الخروج من مآزقه. علاوة على هذا، فهو – كما يقول أحمد ولد حبيب الله – "المنحى الذي يخيل إلينا أنه هو الممكن علميا وعمليا."([3])

ولعل من أهم الدراسات التي شهدتها الساحة النقدية الموريتانية المعاصرة دراسة الأستاذ أحمد بن حبيب الله المعنونة "بتاريخ الأدب الموريتاني." وهي دراسة ضخمة الحجم، إذ تقع في حوالي ثلاث وثمانين وسبعمائة صفحة من القِطْع المتوسط، وقد صدرت في طبعتها الأولى عام 1996 بدمشق ضمن منشورات اتحاد كتاب العرب. وهي عبارة عن خلاصة جامعة للمجهودات التي بذلها الدارسون والباحثون الموريتانيون في سبيل تأريخ الأدب الموريتاني وتأصيله وتصنيفه. وهي الدراسة التي نعتزم في هذه الورقات المحدودات تقديم قراءة مركزة لها.

لقد استهل أحمد ولد حبيب الله دراسته بمقدمة طويلة بعض الشيء (من ص 5 إلى ص 17) خصها بالتعريف بأدب موريتانيا، وأومأ فيها إلى أهمية موضوع بحثه وصعوباته الجمة، واستعرض في ثناياها جهود الدارسين السابقين في هذا المضمار، وذكر مظانه الرئيسة المعتمدة في صوغ مواد بحثه وعناصره مُجْمِلا إياها في أربع دراسات رأى أنها تمثل – بحق – محاولات رائدة وجادة في مجال البحث في أصول الأدب الموريتاني وتطوره؛ ويتعلق الأمر بدراسات ولد أَبَّاهْ وابن احميدة وابن الحسن وابن عبد الحي. وعرض الباحث في هذه المقدمة كذلك المحاور البارزة لدراسته، ودعا الدارسين العرب بعامة والموريتانيين بخاصة إلى مزيد من الجُهد والجَهد وتنسيق أعمالهم بغية النهوض بالأدب الموريتاني ورد الاعتبار إليه بعد مدة طويلة من التهميش والتغييب… إلخ.

وبعد الخطاب المقدماتي، ينتقل الباحث إلى الحديث عن فصول كتابه الستة فصلا فصلا. وفيما يلي سنقف عند هذه الفصول كلها محاولين تقديم خلاصة مركزة لكل واحد منها على حدة، ومناقشة بعض القضايا البارزة فيها. ولتكن البداية بالفصل الأول:

الفصل الأول: الإطار العام للأدب الموريتاني
لقد تحدث الباحث في هذا الفصل – بإفاضة – عن الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي شكلت الإطار العام الذي نشأ في أحضانه الأدب الموريتاني وتطور انطلاقا منه.

فمن الناحية التاريخية، تكلم الباحث عن موريتانيا قبل دخول الإسلام إليها حين كانت إيالة خاضعة للرومان، وعنها في ظل رحمة الإسلام، وعن وقوعها تحت نير الاستعمار الغاشم، وأخيرا عن استقلالها وظهورها باعتبارها كيانا سياسيا مستقلا منذ 1960م.

اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ دخول الملة الإسلامية إلى موريتانيا؛ فذهب بعضهم إلى أنها دخلت المنطقة في عهد الفاتح عقبة بن نافع الفهري (ق 1ﻫ)، وذهب آخرون إلى أن ذلك وقع بعد عهد عقبة، وقال بعض المؤرخين إن الإسلام ولج موريتانيا في زمن المرابطين الملثمين الذين تمكنوا – بفعل جهادهم المتواصل ورباطهم الصادق – من تكوين إمبراطورية مترامية الأطراف تمتد على مساحة شاسعة في شمال أفريقيا وغربها والأندلس. وقد دخلت اللغة العربية موريتانيا مع دخول الإسلام إليها باعتبارها الوعاء الحامل لهذا الدين الحنيف. فتعربت المنطقة تعربا شاملا كما يصرح بذلك أحمد ولد حبيب الله، ورحب العلماء الموريتانيون وغيرهم بلغة العرب، وأقبلوا عليها تعلما وتعليما، وأولوها عناية كبيرة، بل إن العلامة محمد فال بن مُتَالِي آثر تعلم اللغة العربية على التفرغ للنوافل. وفي ارتباط مع هذا الموضوع، وقف الباحث عند تاريخ دخول الصوفية إلى موريتانيا وظروفه، مشيرا إلى أن ذلك تم ابتداء من القرن 11ﻫ، وكان على طريقة الجُنَيْد، فظهرت زوايا عدة مارست سلطة روحية بالغة، ودخلت في حروب فيما بينها أو بينها وبين القبائل. والحق أن تحديد تاريخ دخول الإسلام أو العربية أو التصوف إلى بلاد شنقيط (موريتانيا) أمر صعب جدا؛ لأن أقوال المؤرخين والباحثين في هذا الصدد تضاربت وتباينت، ولأن كثيرا من التراث الفكري والأدبي الموريتاني قد تعرض إلى الضياع والتلف أو ما يزال مخطوطا حبيس رفوف الخزانات الخصوصية والقبلية والعمومية. والراجح أن الدين الإسلامي واللسان العربي قد دخلا المنطقة في القرون الإسلامية الأولى بوسيلتين رئيستين، هما: التجارة والدعوة السلمية. ويتأكد لنا هذا الأمر خصوصا إذا علمنا أن موريتانيا كانت تابعة لسلطان المغرب الأقصى وأنها جزءا في كيان منطقة الغرب الإسلامي التي وصلتها الدعوة الإسلامية في القرن الهجري الأول على يد الفاتحين الأُوَّل.

لقد دخلت موريتانيا خلال الفترة الممتدة ما بين ق 6 وق 14ﻫ ما يسمى (عهد الإمارات)، حيث كانت موزعة بين عدد من الإمارات والقبائل في ظل غياب حكم مركزي. ويحكي لنا التاريخ كثيرا من الحروب والمعارك المبيرة التي كانت تنشب بين هذه الإمارات من جهة، وبينها وبين الزوايا من جهة أخرى، ولعل من أشد هذه الحروب ضراوة وفتكا الحرب المعروفة "بحرب شُرْبُبَّه" التي انتهت سنة 1678م. ومن أقوى هذه الإمارات بنو حسان ذوو السلطان السياسي والعسكري. والحسانيون إمارات عدة، أبرزها: إمارة أولاد امبارك التي تأسست في ق 9ﻫ بزعامة أوديكه الأقرع، وإمارة النزارزة التي أسسها هدي بن أحمد بن دمان سنة 1040 للهجرة، وإمارة آدرار في أطار التي تأسست عام 1158ﻫ على يد عثمان ولد لفظيل.

ومن الناحية الاجتماعية، يؤكد أحمد ولد حبيب الله أن المجتمع الموريتاني "تركيبة اجتماعية لا عرقية"، إذ يتشكل من زخم من القبائل والزوايا التي تقاسمت السلطة الزمنية والروحية في موريتانيا التي عانت مرة طويلة انعكاسات غياب السلطة المركزية الرادعة.

وفي الجانب الثقافي والأدبي، استرسل الباحث في الحديث عن المراكز العلمية التي كانت منتشرة في موريتانيا، أمثال: شنقيط التي أسست في القرن الهجري السابع، وولاته، وأوداغست، ووادان… إلخ. وقد كان لها أثر جلي في نشر الثقافة والمعارف التي شهدت ازدهارا ملحوظا في القرون 12 و13 و14 للهجرة. وإذا كان دارسو الأدب العربي يتحدثون عما أسموه (عصر الانحطاط) باعتباره عصر جمود فكري وركود مس الأدب العربي في ظل خضوع جل أمصار الأمة العربية للنفوذ التركي، فإن أدب موريتانيا كان يعيش نهضة ثقافية وأدبية بارزة الصُّوى في هذه المرحلة، وهذا بشهادة عديد من الباحثين. يقول أحمد ولد حبيب الله: "في الوقت الذي كان فيه الأدب العربي يمر بمرحلة ضَعف وجمود في ظل خضوع معظم الوطن العربي للحكم العثماني… كانت بلاد شنقيط أو موريتانيا تشهد نهضة أدبية وثقافية وفي مختلف العلوم العربية والإسلامية، تجلت في كثرة الشعراء والمؤلفات".([4]) ويقول محمد طه الحاجري (ت 1988م): "… على أن الصورة الأدبية التي نراها لشنقيط في هذين القرنين (18-19م) جديرة أن تعدل الحكم الذي اتفق مؤرخو الأدب على إطلاقه على الأدب العربي عامة في هذه الفترة، فهو عندهم – وكما تقتضي آثاره التي بين أيديهم – أدب يمثل الضعف والركاكة والفُسُولة في صياغته وصوره ومعانيه. فهذه الصورة تمثل لنا الأدب الشنقيطي في وضع مختلف يأبى هذا الحكم أشتد الإباء. فهو – في جملته – أدب جزل بعيد عن التهافت والفسولة"([5]).

هذه صورة عامة ومقتضبة عن الإطار العام للأدب الموريتاني الذي يشترك من وجهة مع الأدب العربي عامة في جملة من الأمور لأنه جزء لا يتجزأ من صرحه. ومن وجهة أخرى، فهو سيتميز بجملة من الخصوصيات التي هي نتاج طبيعي لمجموعة من الظروف والعوامل.

الفصل الثاني: مصادر الأدب الموريتاني وقيمتها التاريخية والعلمية.
لا نبالغ إذا قلنا إن أزيد من 90% من التراث الفكري والأدبي لموريتانيا ما يزال محجوبا عنا، وذلك لاعتبارات عديدة. فكثير منه قد ضاع في الحروب الداخلية المتعددة، ونصيب مهم منه قد تعرض إلى النهب والإحراق من قبل المستعمر الفرنسي، وما هو مخطوط من هذا التراث كثير جدا. ومن العوامل المباشرة التي أسهمت في ضياع كثير من أدب موريتانيا كون الموريتانيين يعتمدون اعتمادا كبيرا، في حفظ تراثهم وصيانته، الذاكرةَ والرواية الشفوية. يقول الشاعر: (البسيط التام)

عليك بالحفظ دون العلم في كتب فإن للكتب آفات تفرقها

اللص يسرقها والفأر يخر مها([6]) والنار تحرقها والماء يغرقها
ويقول أحمد ولد حبيب الله: "على أن الشيء المؤكد هو أن دور الكتابة أو التدوين في المحافظة على التراث الموريتاني ليس دورا رئيسيا، لأن حاجة القوم عامة إلى التدوين والكتابة كانت قليلة إذا ما قورنت بنزعة الحفظ السائدة. وبناء على ذلك، يمكننا أن نتخيل ضياع الكثير من التراث الموريتاني، خاصة ذلك الموغل في القدم. وقد يكون نصيب الشعر من الضياع والاندثار كبيرا، لأنه –من ناحية – كان يخلد تقاليد وصراعات قبلية ومثالب اجتماعية يتورع عن حفظها وعن تدوينها الشعراء إذا كان هجاء فاحشا أو فيه مس بمكانة القبيلة أو الشيخ الصوفي، ولأنه – من ناحية أخرى – كان ذا قيمة سامقة في الثقافة الموريتانية".([7])

أطلقت مجلة (العربي) الكويتية عام 1967 على موريتانيا (أو بلاد شنقيط) مقولة "بلد المليون شاعر". فأين هذا الشعر، وهذا الأدب بعامة؟ قد يجاب بأن معظمه قد ضاع. ولكن الثابت أن منه ما نجا من براثن الضياع؛ وهنا نتساءل: أين يمكن أن نقرأ هذا النصيب الذي وصل إلينا من الميراث الأدبي الموريتاني؟

لقد بذلت موريتانيا بعد حصولها على الاستقلال السياسي بعض المجهودات الرامية إلى تجميع مخطوطات تراثها الفكري والأدبي وتحقيقها ونشرها بغية التعريف بأدبها الذي طالما عانى التهميش والإقصاء. وقد أنشأت لهذا الغرض بعض المؤسسات والمراكز العلمية. وهكذا، ففي سنة 1974 تم إنشاء "المعهد الموريتاني للبحث العلمي". ولكنه ظل مشلولا عن القيام بمهامه العلمية لأساب مادية وإدارية وعلمية، منها:

· ضعف الإمكانات المادية المتاحة لاقتناء المخطوطات وصيانتها.

· انعدام الخبراء في مجال تجميع المخطوطات وحفظها وترميمها وتصنيفها وتحقيقها.

· طبيعة العقلية الموريتانية التي تأبى التنازل عما لديها من مخطوطات بالبيع أو بالإهداء. وتعدها من جملة المقدسات والأسرار التي لا ينبغي للغريب الاطلاع عليها أو تشويهها.

· انعدام الوعي العلمي والحضاري والتجاري بقيمة المخطوط وإحيائه ونشره.

ورغم هذا كله، فقد استطاع هذا المعهد أن يحقق بعض المخطوطات، وأن ينشر بعض الكتب والأبحاث، وأن يصدر مجلة دورية أسماها (الوسيط). كما تمكن المعهد من جمع أزيد من 6000 كتاب مخطوط، وحوالي 2500 ميكرو فيلما، وما يربو عن 600 ملف للشعراء.

إن المصادر والمراجع التي تتناول الأدب الموريتاني قليلة، ولا تقدم – في مجملها- أشياء كثيرة عن أدب موريتانيا شعرا أو نظما أو نثرا. فمن هذه المظانّ كتاب (نيل الابتهاج بتطريز الديباج) لأحمد بابا التمبكتي السوداني الذي حوى شذرات يسيرة عن ذلك الأدب. وهناك بعض المصادر المعروفة على صعيد الأدب العربي أوردت إشارات عن تاريخ موريتانيا الأدبي والثقافي والحضاري. يقول الباحث الموريتاني يحيى ولد محمدن: " فلولا آثار البكري وابن عِذاري المراكشي وابن الأثير والسيوطي وابن خلدون والكعتي والسعدي والسلاوي وعبد الله عنان لما عثرنا على هذه الأشلاء من تاريخنا السياسي والثقافي والحضاري…" أما المراجع التي يمكن أن نقرأ بين دفاتها أدب شنقيط، فإنها تتفاوت في قيمتها العلمية، وتتفاضل في المنهاج ووفرة المادة والأخبار والقدم والقرب من المنابع الأصلية. وقد حاول الباحث أحمد ولد حبيب الله أن يصنف هذه المراجع إلى أنواع، منها:

-أ- مراجع وطنية عامة: أي الكتب التي ألفها باحثون موريتانيون عن أدب بلدهم العام. ومن هذه الكتابات المطبوعة والمتداولة بين الناس نذكر:

· كتاب (فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور([8])) لابن بنان البرتلي: وقد حققه وقدم له الأستاذان محمد إبراهيم الكتاني ومحمد حجي (ت 2003م)، وطبع عام 1981 في بيروت. ويعد أقدم كتب التراجم والسير الموريتانية التي وصلت إلينا، وقد تعرض – بالترجمة والتعريف – إلى مائتي (200) شاعر ومؤلف من القرنين 11 و12 للهجرة.

· كتاب (الوسيط في تراجم أدباء شنقيط) لأحمد بن الأمين الشنقيطي المتوفى بالقاهرة سنة 1913م. وقد طبع هذا الكتاب أربع طبعات؛ الأولى عام 1911، والثانية عام 1958، والثالثة عام 1961، والرابعة عام 1989 (بعناية فؤاد سيد، أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية). وترجم الأستاذ مراد تفاحي أجزاء منه إلى الفرنسية. ويضم الوسيط 82 ترجمة لأدباء شناقطة من القرنين 12 و13 هـ. ومما يلفت النظر في هذا الكتاب أن صاحبه قد اعتمد بدرجة كبيرة – صياغة فقرات كتابه وترجماته – ذاكرتَه وحافظتَه.

· كتاب (الشعر والشعراء في موريتانيا) للدكتور محمد المختار ولد أباه: وقد ضمنه حوالي 6000 بيتا من الشعر، وأصدره في تونس عام 1987م. وأوضح في مقدمته منهج تأليفه، وأنه أثبت فيه هذا القدر من الشعر لأكثر من مائة (100) شاعر ينشر لأول مرة ولم يرد منه شيء في وسيط الشنقيطي اتقاء التكرار. كما أورد شعرا لبعض شعراء الوسيط لم يكن معروفا. وحاول أن ينتقي اختياراته الشعرية من مختلف الجهات والقبائل الموريتانية.

-ب- مراجع مرقونة: ويقصد بها الباحث الدراسات والبحوث العلمية والدواوين التي يتم تحقيقها في إطار أعمال ذات طابع أكاديمي سواء داخل موريتانيا أم خارجها. ومن ذلك نذكر ما يلي:

· (نشأة الشعر الفصيح في بلاد شنقيط): هذه الدراسة –في الأصل- رسالة جامعية تقدم بها الأستاذ عبد الله حسن بن احميدة لنيل درجة الماجستير، وقد نوقشت في جامعة القاهرة عام 1986. وتقع في 245 صفحة من الحجم الكبير. وتتكون من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.

· (الشعر الشنقيطي في القرن 13 هـ): هذه الدراسة أعدها الأستاذ أحمد جمال بن الحسن لنيل دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة تونس عام 1987. وفيها حوالي ألف (1000) صفحة موزعة بين ثلاثة مجلدات. وقد ترجم فيها صاحبها لثلاثة عشر شاعرا بارزا في القرن الهجري الثالث عشر.

· (التجديد في الأدب العربي بموريتانيا في العصر الحديث): هذه الدراسة رائدة في بابها باعتراف عدد من الباحثين. وهي –في الأصل – أطروحة جامعية تقدم بها الأستاذ محمد ولد عبد الحي لنيل د.د.ع من الجامعة التونسية عام 1989. وتقع في 292 صفحة من القطع الكبير.وتتألف بنيتها من مقدمة وخاتمة وستة فصول.

· ديوان امحمد بن الطلبه: وقد حققه الأستاذ أحمد جمال بن الحسن في إطار أطروحة جامعية ناقشها بتونس عام 1980. وفي هذا الديوان حوالي أربعة أبيات وألف بيت.

· ديوان محمد اليدالي: وقد جمعه وحققه وقدم له الباحث ولد أكاه، ونال به درجة علمية سنة 1980 من المدرسة العليا للأساتذة بموريتانيا.

· ديوان محمد ولد ابْنُ ولد احميدة: وقد جمعه وحققه ووضع حواشيه الأستاذ أحمد ولد حبيب الله، وذلك في إطار عمل جامعي نوقش بجامعة القاهرة عام 1988م.

- جـ - مراجع مغربية: تتحدث بعض المراجع المغربية عن أدب الصحراء أو موريتانيا وبعض أعلامه. ومن هذه المراجع التي ذكرها أحمد ولد حبيب الله نجد:

· ( المعسول) لمحمد المختار السوسي (ت 1383هـ): وهو يقع في عشرين (20) مجلدا.

· (خلال جزولة) للمختار السوسي كذلك: وفيه أربعة أجزاء.

· (الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام) لعباس بن إبراهيم المراكشي: وفيه عشرة أجزاء.

· (ثقافة الصحراء) للدكتور عباس الجراري… إلخ

- د- مراجع أجنبية: وهي كثيرة وخاصة باللغة الفرنسية والإنجليزية وكذا الإسبانية. وقد تعين على دراسة السياق العام للأدب الموريتاني، وتقف في بعض الأحايين عند بعض الأعلام الشناقطة. ومنها:

· كتاب (مستعمرة آدرار) « Colonie de l’Adrar» للعقيد غورو (Gouraud).

· كتاب (صحراء خصبة) "Désert Fertile : un nouveau Etat, La Mauritanie" للباحثة الفرنسية كريستين غارنييه (Christine Garnier)، وقد صدر في فرنسا سنة 1960م.

-هـ- ما كتبه الرحالة والمؤرخون العرب القدامى والمحدثون الذين زاروا موريتانيا، ودونوا لنا مجموعة من الأخبار والمعلومات عن أوداغست وولاته وشنقيط وآدرار. ومن هؤلاء ابن حوقل (ق 4 ﻫ) صاحب كتاب (صورة الأرض)، وأبو عبيد البكري (ق5 هـ) صاحب (المسالك والممالك)، وابن بطوطة (ق 8 هـ) صاحب الرحلة الشهيرة. ومن المؤرخين المعاصرين العرب الذين كتبوا عن موريتانيا يونس بحري الذي ألف كتابا بعنوان (هذه جمهورية موريتانيا الإسلامية)، وقد صدر في طبعته الأولى عام 1961م عن دار الحياة البيروتية. وكذلك أنور زغلول الذي كتب بالاشتراك مع شوقي الكيال دراسة بعنوان (موريتانيا عربية)، وقد صدرت بالقاهرة عام 1960.

-و- المقالات والاستطلاعات: وهي كثيرة، منها ما كتبه موريتانيون، ومنها ما أنجزه دارسون عرب غير موريتانيين. ولعل من أهم هذه المقالات مقال الباحث المصري طه الحاجري الذي صدر ضمن العدد 107 من مجلة (العربي) في أكتوبر 1967، وعنوانه (شنقيط أو موريتانيا: حلْقة مجهولة في تاريخ الأدب العربي).

تلكم هي بعض المظانّ والكتابات التي يمكن أن نقرأ فيها الأدب الموريتاني قديمه وحديثه. وهي قليلة، لأن الإنسان الموريتاني – رغم معرفته بالكتابة على نحو ما – كان يُؤْثر الحفظ والرواية على التدوين. مما أدى إلى ضياع شيء غير قليل من تراثه الشعري والنثري، وخاصة ذلك الضارب بأواخيه في أعماق الماضي. ويتفف الباحثون على أن ما وصل إلينا من الأدب الموريتاني وما هو متداول بين الناس إنما هو قُلٌّ من كُثْر، أو غيض من فيض.

ولا شك في أن للمصادر والمراجع المذكورة قيمة تاريخية وأخرى علمية واضحتين. ذلك بأنها قد حفظت لنا أشياء عن تاريخ موريتانيا وأدبها من جهة، ومن جهة أخراة فإنها قد تضمنت صنوفا من المعارف والعلوم.

الفصل الثالث: نشأة الأدب الموريتاني وفنونه.
بالنظر إلى التداخل الكبير بين هذا الفصل وبين الفصل الذي يليه، فقد رأينا أن نتناولهما معا في فصل واحد سميناه "نشأة الأدب الموريتاني وفنونه". وسنقسم هذا الفصل – تبعا لقسيمي الأدب المعروفين – إلى محورين اثنين كالتالي:

-1- نشأة النثر الموريتاني وفنونه.

-2- نشأة الشعر الموريتاني وفنونه: وسنفرع هذا المحور إلى مبحثين؛ نتناول في أولهما نشأة الشعر الحساني وفنونه، على أن نتعرض في المبحث الثاني إلى نشأة الشعر الفصيح في موريتانيا وموضوعاته.

وقبل مباشرة الحديث في هذا الاتجاه، نشير إلى أن البحث في نشأة الأدب الموريتاني يعد من أكثر الإشكالات المطروحة في الساحة النقدية الموريتانية المعاصرة وأعوصها؛ لأن هذه النشأة ما تزال غامضة، ومثار جدل بين الدارسين. يقول أحمد ولد حبيب الله في مقدمة كتابه (تاريخ الأدب الموريتاني): "إن أكبر المشكلات التي تؤرق الحياة الأدبية الموريتانية المعاصرة تعود إلى جهل البدايات بسبب الإهمال والضياع وغياب التدوين والدراسات الجادة ".([9]) ولتكوين صورة – ولو تقريبية- عن هذه النشأة، يلزم تكثيف الجهود وتنسيقها والتعاون بين الباحثين وعدم الاقتصار على الجهود الفردية.

المحور الأول: نشأة النثر الموريتاني وفنونه

من الإشكالات العويصة التي آثر الباحث أن يقف عندها في هذا المجال إشكالية: أيهما أسبق في الثقافة الموريتانية النثر أم الشعر ؟

والحق أن هذه الإشكالية عامة، وقد أثير حولها نقاش كثير في الأدب العالمي كافة؛ ومنه الأدب العربي الذي ناقش نقاده الأُوَّل هذه القضية، وتوصلوا إلى نتائج متضاربة؛ فمنهم من قال بأسبقية النثر على الشعر، ومنهم من قال بالعكس. ونجد هذه القضية كذلك في النقد المغربي الحديث؛ فقد كتب عبد الله العمراني في منتصف القرن المنصرم مقالا في صحيفة (الأنوار) عنوانه (النثر أسبق وجودا من الشعر) وذلك في ثلاث حلقات (عدد 19/1950 + عدد 20/ 1950 + عدد 23 / 1951)، وكتب – في الرد عليه – المرحوم محمد بن تاويت مقالا بعنوان (الشعر أسبق وجودا من النثر) في حلقة واحدة في الصحيفة نفسها (عدد 21 / 1951). وليس الأدب الموريتاني بدعا من هذا الأمر، إذ تطرق نقاده إلى الخوض في غمار هذه القضية، وانقسموا إلى فريقين؛ أحدهما يقول بأسبقية النثر، والآخر بأسبقية الشعر. ولكل منهما حججه وبراهينه التي يستند إليها في إثبات زعمه ودحض زعم غيره.

يقول أحمد ولد حبيب الله: "وإذا كان أول نص نثري مكتوب وصلنا هو ذلك النص الذي كتبه محمد بن محمد بن علي اللمتوني في شوال عام 898 هـ وبعثه إلى السيوطي، وإذا كان أقدم نص شعري وصلنا يعود إلى القرن 7 هـ وينتسب إلى محمد قلّي. فليس معنى ذلك أن الشعر سابق على النثر، بل من المعقول – عقلا ونقلا – أن النثر سابق على الشعر. إلا أن النثر الفني الذي وصلنا يعود إلى القرن 11 هـ. ومع ذلك تبقى نشأة النثر العلمي والتأليفي مثار جدل بين من كتبوا عن التراث الموريتاني – حسب علمنا –" ([10]). فإذا كان ما وصل إلينا من نصوص موريتانية قديمة يثبت – بما لا يدع مجالا للشك – سبق الشعر على النثر الأدبي الموريتاني، فإن الباحث يرى خلاف ذلك، إذ يميل – كما يبدو – إلى القول بأسبقية النثر على الشعر في الثقافة الموريتانية، وخاصة النثر العلمي والتأليفي؛ هذا النثر الذي نشأ – حسب صاحب (الوسيط) - على يد الطالب محمد بن الأعمش العلوي الذي يعد أول من ألف من الموريتانيين في تصنيف النوازل، وكل من ألف فيها بعده ينقل عنه. ويقول الباحث نفسه في موضع آخر: "ولا يستطيع أحد أن يفصل في مشكلة سبق الشعر أو النثر الأدبي في الظهور في تاريخ البشرية".([11]) والذي يقرأ هذا القول، ويقارنه بالقول السابق، يمكن أن يلمس تناقضا في كلام الباحث أحمد ولد حبيب الله؛ فهو في النص الثاني يعترف –صراحة- بصعوبة – بل وباستحالة – الحسم في قضية أسبقية الشعر أو النثر في كل الآداب، في حين نجده في النص الأول ينحاز إلى أولئك الدارسين القائلين بسبق النثر على الشعر !

ويقول الأستاذ الخليل النحوي: "لنبدأ ملاحظة بسيطة، هي أن الشعر – وكما هو معترف به ومتعارف عليه – قد سبق النثر. وكما كان الأمر بالنسبة للمجتمعات البدائية، فقد كانت العناية بالشعر وبالتأليف نظما من أبرز ما امتاز به عالم القلم الموريتاني". نفهم من هذا القول أمرين؛ أولهما أن الخليل النحوي من المرجح أن يكون من المنافحين عن أطروحة سبق الشعر على النثر في الآداب الإنسانية عامة ومنها أدب شنقيط، وثانيهما قلة العناية بالنثر في الثقافة الموريتانية، وذلك راجع إلى عدة أسباب منها: الاهتمام الكبير للإنسان الموريتاني بالشعر باعتباره الفن الأثير لديه، وطبيعة البيئة الموريتانية البدوية المتأبية على التحضر… إلخ.

وتحدث أحمد ولد حبيب الله في هذا الصدد كذلك عن الفرق بين النثر والشعر، وعن وظيفة النثر التي تختلف باختلاف مقصديات النثراء، عن ضياع عدد وفير من النثر الموريتاني القديم مقارنة بالشعر، وغير ذلك من الأمور والمسائل.

يتوزع النثر الموريتاني بين عدة أجناس أو فنون، عرضها الباحث على النحو التالي: الوثائق العهود- الإجازات العلمية والصوفية – الفتاوى والنوازل – الأحاجي والألغاز – الأمثال والحكم الحسانية – الحكايات الشعبية بمختلف ألوانها – النصائح والمواعظ – المساجلات والمباريات النثرية – المناظرات – مقدمات الكتب – المسلمات أو التسليمات([12]) – الرسائل بشتى ضروبها – الرحلات- المقامات – الأقفاف([13]) – التراجم والسير – المقالات بأنواعها – القصة القصيرة – الرواية – المسرح. وقد وقف الباحث عند كل فن من هذه الفنون معرفا ومبينا أنواعه وضاربا الأمثلة دون شرحها أو مناقشتها.

المحور الثاني: نشأة الشعر الموريتاني وفنونه

المبحث الأول: نشأة الشعر الحساني وفنونه

تحدث الباحث في هذا المضمار عن اللهجة الحسانية بوصفها البوثقة الحاملة للشعر الحساني، وعن عروض الشعر الحساني المتميز واصطلاحاته الفنية الدقيقة، وعن صلة هذا الشعر بالموسيقى… إلخ. وعرض كذلك بعض الآراء التي قيلت في نشأة الشعر الحساني / العامّي الذي يطلق عليه عادة اسم (لَغْنَا)؛ أي الغناء لعلاقته الوثيقة بالموسيقى.

لقد حاول غير واحد من الدارسين الموريتانيين البحث في أصول الشعر الحساني ونشأته وتطوره… فهذا محمدن ولد سيدي إبراهيم لم يتوصل – في اجتهاده وبحثه – إلى تحديد تاريخ نشأة الشعر الحساني في موريتانيا، ولا إلى معرفة متى دخل إليها بالضبط. ولكنه يرى أنه مر بثلاث مراحل قبل أن يصل إلى الشكل الذي أصبح عليه اليوم، وهي:

· مرحلة (الكاف): أي القافية، وفيها كان الشعر الحساني أقرب إلى الشعر الفصيح.

· مرحلة (الطلعة) أو القصيدة.

· مرحلة (أَتْهَيْدِين) أو الملحمة.

ويقول الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا) إن أقدم صنف من أصناف الشعر الحساني موجود في ذلك الفن الذي يسمى (أتهيدين)، دون أن يحدد بداية نشأة هذا الشعر بداية دقيقة ولا كيف كان إبان دخول بني حسان إلى موريتانيا، وإن كان الباحث نفسه قد أومأ إلى أن الأزجال الشعبية قد دخلت صحراء صناهجة الجنوب مع دخول عرب بني معقل إليها… وهذا قد يكون – في نظر أحمد ولد حبيب الله – أقرب إلى الحقيقة التاريخية، لأن هؤلاء العرب دخلوا المنطقة في القرن الهجري السابع. ويذهب الشيخ ولد مكي إلى أن أول نص حساني وصل إلينا يعود إلى القرن التاسع للهجرة. وهناك من يرى أن أقدم نص حساني ينسب إلى الشيخ سيدي أحمد البكاي الكنتي (ت 934 هـ).

ولعل أشهر المهتمين بالشعر الحساني وأكثرهم اعتناء بالبحث في أصوله وصلته بالموسيقى وتطوره الأستاذ محمد ولد أحظانا الذي نشر في هذا الصدد اثنتي عشرة حلقة طويلة في صحيفة (الشعب) اليومية الرسمية عام 1993. وهو يرى أن نشأة الشعر الحساني قد مرت بثلاث مراحل، هي:

· مرحلة الأدب الشعبي الحساني قبل الالتحام بالموسيقى: وهي – كما يقول أحمد ولد حبيب الله – أقرب إلى الأزجال التي وجدت عند الهلاليين أو الشعر الشعبي أوهو هي. وتنتهي هذه المرحلة بما بعد دخول بني حسان إلى الصحراء الموريتانية وتمثلهم طبيعة حياتها لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل النشأة، ويتعلق الأمر بـ:

· مرحلة الالتحام بالموسيقى: وهي تبدأ – نظريا – بالمثاقفة بين القبائل الحسانية والقبائل الخليطة (أو الهجينة ) التي سبقتها.

· المرحلة الأخيرة: وفيها خرج شعر الحسانيين في شكل جديد بعد تزاوجه الطويل مع الموسيقى. وفيها أصبح الشعر الشعبي ظاهرة اجتماعية بارزة ومنتشرة على نطاق واسع.

وبالرغم من هذا كله، فإن مسألة تحديد أولية أو نشأة الشعر الحساني تظل من أعوص الإشكاليات وأكثرها إثارة للجدل والنقاش والاختلاف. ويستوجب الاقتراب منها بذل مزيد من المجهود، والتعاون المثمر بين الباحثين والنقاد.

ومن أهم فنون الشعر الحساني وموضوعاته نذكر: أتهيدين([14])– المديح – النسيب – البكاء على الأطلال – الغزل – الفخر – الرثاء – الهجاء – النقائـض- المساجلات (لَكْطَاعْ) – الوصف – الحكمة – النصائح والإرشاد – الاعتبار بالأيام – التبراع ([15]) – الشعر السياسي – الشعر التعليمي. وقد تعامل الباحث مع هذه الفنون جميعها بمنهاج يقوم على التعريف بها أولا، ثم رصد أنواعها إن وجدت، وأخيرا التمثيل لها بما لديه من نماذج وشواهد دونما التفات إلى شرحها أو تحليلها.

المبحث الثاني: نشأة الشعر الفصيح وفنونه

يقول الشاعر والروائي والناقد الموريتاني المعاصر أحمد ولد عبد القادر في مقابلة أجريت معه – ونشرت في صحيفة (الشعب ) عام 1990 بعنوان (مسيرة الشعر الموريتاني إلى أين ؟) -: "إن نشأة الشعر الموريتاني لا زالت يكتنفها الغموض، ولا يزال السؤال مطروحا: متى ظهر في موريتانيا الشعر العربي الفصيح؟"، وإن أغلب الدارسين قد ردوا هذه النشأة إلى أواخر القرن 11 هـ وبدايات القرن 12 هـ مع عبد الله بن رازكه (ت 1144 هـ) وجيله. فهذه النشأة – إذاً – غير واضحة، وتطرح نفسها في الساحة النقدية الموريتانية باعتبارها إشكالية عويصة، أثير حولها نقاش حاد في القديم كما في الحديث. وفيما يلي نعرض بعض الآراء التي تصب في هذا المجال:

لقد كتب الأستاذ عبد الله حسن بن احميدة دراسة رائدة في هذا الاتجاه أسماها (نشأة الشعر الفصيح في بلاد شنقيط)، وأكد فيها أن هذه النشأة تعود إلى القرن 5 هـ؛ أي إلى العصر المرابطي، ومن أوائل الشعراء الذين يأتي بهم الإمام الحضرمي. وقد سجل الباحث أن شعر النشأة – في مجمله – كان ذا صبغة دينية تعليمية، وأن أكثر الشعراء كانوا فقهاء أو علماء. ويرى عدد من الباحثين أن أدب عصر المرابطين قد غلب عليه التيار الفقهي الذي كان حائلا دون انتشار الشعر وازدهاره في عديد من المناطق الصحراوية. يقول الدكتور جمال أحمد بن الحسن في دراسته الموسومة (بالشعر الشنقيطي في القرن 13 هـ): "… ورغم ظهور الشعر "المقبول" عند الفقهاء في جميع مناطق بلاد شنقيط – تقريبا – فإن هذا الحاجز الفقهي قد حال دون ازدهاره في مراكز متعددة كانت مؤهلة للإسهام فيه بحظ وفير. وهذه حالة مدينة وَلاَّتَهْ على سبيل المثال. وقد ظهر فيها شعر التوسل والمدائح منذ القرن 11ﻫ/ 17م على أدنى تقرير" (ص 126 +127+128).

ويرى الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا) أن الشعر الموريتاني الفصيح قد ظهر – بحق – مع سيدي عبد الله بن رازكه. وفي الاتجاه نفسه، يقول الأستاذ أحمد سالم ولد محمدُ في دراسته التي عنوانها (شعر محمد حامد بن آلاَّ: جمع وتحقيق وتقديم)([16]): "فما قبل ابن رازكه (ت 1144ﻫ) ومحمد اليدالي (ت 1166ﻫ) والمصطفي بن أبي محمد (ت ق 12ﻫ) وأضرابهم في تاريخ الشعر الموريتاني غامض. وتدل معلوماتنا القليلة عن تلك المرحلة على قلة الإنتاج الشعري والافتقار إلى ثراء المضمون وإحكام الصياغة" (ص21). فهذا الرأي هو السائد والأكثر ذيوعا داخل موريتانيا وخارجها. إذ يحدد البداية الفعلية للشعر الفصيح في موريتانيا في النصف الثاني من القرن 11ﻫ ومطلع القرن 12ﻫ. وهو لا ينفي وجود شعر قبل هذه الفترة نفيا تاما، بل يرى أنه موجود ولكنه ضئيل وفقير ويغلب عليه النفَس الفقهي والتعليمي.

ويقسم الناقد الموريتاني المعاصر محمد ولد عبد الحي في كتابه القيم (التجديد في الأدب العربي بموريتانيا في العصر الحديث) مسيرة الشعر الموريتاني الفصيح إلى مراحل مترابطة. يقول: "إن الشعر الموريتاني قديمه وحديثه مر بعدة مراحل: مرحلة بدأت منذ القرن 11ﻫ إلى أواسط القرن 14ﻫ أو نهاية القرن 19م، ومرحلة بدأت منذ نهاية القرن 19م إلى أواخر الخمسينات – تقريبا-، ومرحلة بدأت مع بداية الاستقلال إلى اليوم". فهذا الرأي شبيه بالرأي السابق من حيث تحديد نشأة الشعر الفصيح في موريتانيا في القرن 11ﻫ.

ويرجع الأستاذ يحيى ولد محمدن نشأة الشعر الفصيح بموريتانيا إلى وقت مبكر. يقول: "وأرى أن الشعر الموريتاني – باللغة العربية – موغل في القدم. ويمكن افتراض قدومه مع الفاتحين العرب المسلمين الأوائل في القرن الأول والثاني للهجرة. وإذا كانت المصادر الشعرية تعوزنا إلى الآن، فإن الشعر والعرب صنوان لا يفترقان". ويقول أيضا: "ولكن كثيرا من دارسينا يطيب لهم أن يرجعوا أوائل نشأة الشعر الموريتاني إلى القرون الأخيرة التي هي في الواقع عصور ازدهاره لا عصور نشأته…!! فالذين يرون نشأة الشعر الموريتاني راجعة إلى القرن العاشر فما بعده مع الذيب الكبير وبوفمين وابن رازكه ينسون أو يتناسون أن البلاد في عهد المرابطين (القرن 5و6ﻫ) كان بها علماء ونَظَّامون وشعراء سواء كان ذلك في آزوكي أو بمراكش أو أغمات أوريكه".

ويندرج أغلب النتاج الشعري الموريتاني الفصيح في المحاور الرئيسة التالية:

· الشعر الديني: ومن أبرز موضوعاته التوسل والتضرع، والمديح النبوي، والزهد والتصوف، والاستسقاء والاستشفاء والتظلم.

· الشعر التعليمي: ومن موضوعاته البارزة نذكر: الوعظ والإرشاد – الإفتاء والنوازل – التأريخ لوفيات الأعيان والكوارث – الألغاز والأحاجي – السيرة النبوية – الأدب والبلاغة.

· الشعر الاجتماعي: وتنضوي تحت لواء هذا المحور عدة فنون، أبرزها: المدح – الهجاء – النقائض – الغزل – الإخوانيات – الرثاء – الوصف – الفخر – العتاب والشكوى – الحنين إلى الأوطان – الفكاهة والمجنون – الحكمة – المساجلات الشعرية – الأمثال – التقاريظ والإطراءات.

· الشعر الإصلاحي السياسي: ويراد به "ذلك الشعر الذي يدعو إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، ويحارب الفساد والظلم الاجتماعي، ويدعو إلى الجهاد في سبيل الله وتنصيب الإمام العام للمسلمين وإقامة الدولة الإسلامية المركزية، ويقف في وجه العادات المخالفة لكمال التوحيد والتقاليد التي تخالف السنة النبوية، ويدعو إلى نبذ ظاهرة التميم والسدل وغلق باب الاجتهاد والركون إلى التقليد…!"([17]). ومن الشعراء الموريتانيين الذين نظموا في هذا الاتجاه نجد الشيخ محمد ألمامي بن البخاري (ت 1278ﻫ) الذي دعا إلى الجهاد وتنصيب الإمام العام للقضاء على حالات الفوضى والاضطراب والفساد. وأيضا العلامة ماء العينين بن العتيق (ت 1376ﻫ/1957م) الذي حث على مجاهدة المستعمرين وعدم بيع الدين بالدنيا الفانية. ومنهم كذلك المرحوم أجدود بن أكتوشن العلوي الذي دعا إلى المقاطعة الاقتصادية للغرب عامة ولفرنسا خاصة… ويرتبط بهذا النوع الشعري الشعر الوطني الداعي إلى الاستقلال السياسي عن الإدارة الفرنسية، وكذا الشعر القومي الذي يَأْدِب إلى الوحدة العربية… وهناك محاور أخرى قليلة الأهمية، مثل: شعر الدخان، وشعر الأتاي (أو الشاي الأخضر)…إلخ

الفصل الرابع: التصنيف الداخلي للشعر الموريتاني الفصيح
إذا كان الشعر الموريتاني الفصيح "مازال يعاني – أشد المعاناة – من عدم جمعه وتدوينه ونشره ودراسته والتأريخ لنشأته وتحديد أوجه تطوره ومكانته في الأدب العربي عامة والأدب المغاربي خاصة، فإنه ما يزال – كذلك - يعاني من إشكالية تصنيفه الداخلي أو على الأصح تصنيف القلة القليلة المتاحة منه رغم تعدد المحاولات في الدراسات والأبحاث الأكاديمية وغير الأكاديمية المنجزة حتى الآن، والتي غالبا ما تتعجل في إصدار أحكامها النقدية في الوقت الذي لم تكتمل فيه بعد أوراق القضية المطروحة للنطق بالحكم النهائي فيها !! ".([18])

فبالرغم من صعوبة هذا التصنيف، ظهرت مجموعة من الجهود والمحاولات الرامية إلى تصنيف الشعر الموريتاني الفصيح تصنيفا داخليا علميا يقترب من الحقيقة والموضوعية. وتجاوزت هذه الجهود خمس عشرة محاولة ما بين منظرة أو ناقدة، مؤيدة أو معارضة. وقد أورد أحمد ولد حبيب الله منها سبع محاولات تصنيفية فقط. وسنكتفي في هذا المقام بالحديث عن ثلاث من تلك المحاولات، والتي نراها أكثر أهمية ورواحا.

-أ- تصنيف ولد أَبَّاهْ:

لقد درس الدكتور محمد المختار ولد أباه الشعر الموريتاني خلال الفترة الممتدة ما بين 1650 و1900م، وقدم دراسته هذه باللغة الفرنسية لنيل الدكتوراه (نوقشت في باريس عام 1969م)، وكانت بعنوان (مدخل لدراسة الشعر الموريتاني: 1650 – 1900م). وقد عربها وقدم لها محمد عبد الرحمن ولد آبَّ في بحثه للمتريز (الإجازة العالية) لدى تخرجه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة نواكشوط) عام 1986. يقول أحمد ولد حبيب الله عن دراسة ولد أباه: "والحق أنها دراسة رائدة في مجالها وخطوة جَرِيئة في ميدان النقد الموريتاني المعاصر"([19]). وقد جعل ولد أبّاه هذه الدراسة مقدمة لكتابه القيم (الشعر والشعراء في موريتانيا)، الذي صدر في تونس عام 1987 عن الشركة التونسية للتوزيع والنشر.

صنف ولد أباه شعراء الفترة المعنية بالدراسة إلى ثلاثة اتجاهات (أو مدارس) كبيرة، معتمدا معيار العصر الأدبي. وذلك على النحو الآتي:

· الاتجاه الأول: ومثل له بعبد الله بن رازكه (ت 1144ﻫ) ومحمد سعيد اليدالي (ت1166ﻫ) والذيب الكبير والمصطفى بن أبي محمد (ق 12ﻫ) المعروف باسم (بوفمين المجلسي)… وقد أنشأ هؤلاء مدرسة خاصة سماها ولد أباه "مدرسة البلاغة والبديع"؛ لأن أعلامها كانوا شديدي الاحتفال بالصنعة البديعية.

· الاتجاه الثاني: وقد سماها "مدرسة أنصار القديم"، لأن شعراءها كانوا مولعين بتقليد الشعر الجاهلي مبنى ومعنى، ومن ممثلي هذا الاتجاه نجد: امحمد بن الطلبه اليعقوبي (ت 1272ﻫ)، ومحمد بن حنبل (ت 1302ﻫ)، وغيرهما من شعراء القرن 13ﻫ الذين يسيرون في هذا المتَّجَه.

· الاتجاه الثالث: أو "المستقلون". وقد حاول أصحاب هذا الاتجاه خلق فن شعري موريتاني أثيل بعيدا عن تقليد النموذج الجاهلي وخدمة البلاغة والبديع. وقسم ولد أباه هذا الاتجاه إلى ثلاث مجموعات، هي:

*مجموعة سيدي محمد بن الشيخ سيدي (ت 1286هـ)

*مجموعة حرمة بن عبد الجليل (ت 1243هـ)

*مجموعة امحمد بن أحمد يُورَه (ت 1340هـ)

-ب- تصنيف ولد عبد القادر:

صنف أحمد ولد عبد القادر الشعر الموريتاني الفصيح إلى أربع مدارس كالتالي:

· المدرسة الجاهلية: ولعل أبرز من يمثلها امحمد بن الطلبه الذي كان ينظم الأشعار على منوال الشعر الجاهلي.

· المدرسة البوصيرية: ومثل لها بالمدائح النبوية والصوفية في ديوان سيدي محمد بن الشيخ سيدي ومحمد بن محمد.

· المدرسة القاموسية: ومثَّل لها بمحمدُ النّانه بن المعلى (ت1402ﻫ)، ومحمد السالم بن الشين، وآخرين.

· المدرسة الشعبية: ويعد امحمد بن أحمد يوره رائدها. وهو – فضلا عن خوضه في الشعر العامي / الحساني – يكتب الشعر الفصيح، وفي أغراض شتى.

وقد عقب ذ. أحمد سالم ولد محمدُ على تصنيفي ولد أباه وولد عبد القادر قائلا: "… ومن الواضح أن هذين التصنيفين يفتقران إلى ضبط الأسس وانسجامها ووضوحها.. ويغلب عليهما التعميم الذي يتغاضى عن التنوع في شعر الشاعر الواحد، بل التباين أحيانا الذي يترتب عليه أن شعر الشاعر الواحد يكشف عن تجاوب مع فترات وشعراء من عصور متعددة".

-جـ- تصنيف ابن اكاه:

صنف ذ. محمد الحافظ بن أكاه في بحثه المعنون "بجولة في أدب شنقيط"([20]) الشعر الموريتاني الفصيح إلى مدارس أربع، هي:

· المدرسة الأولى: ويمثلها ابن رازكه، وتعنى بالتلوين الأدبي والصياغة الأسلوبية. أوهي (مدرسة البلاغة والبديع) كما يسميها ولد أباه.



أضف الى مفضلتك


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : تحقيقات | السمات:تحقيقات
أرسل الإدراج | دوّن الإدراج



اكتب تعليــقك
يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من التعليق



الإسم الذي سيظهر على التعليق
مشتركي مكتوب
سجل دخولك
مستخدم جديد.. سجّل الان!

تذكر كلمة السر


« مارادونا يعود قريباً للتألق في عالم كرة القدمليفربول يعيد تصميم ملعبه الجديد »شنقيط ياعنوان رمز هويتي ومحط رحلي إن أنخت مطيتي