الأحد، 25 يوليو 2010
موسم طانطان او ما يسمى "اموكار
--------------------------------------------------------------------------------
طانطان
قبل ثلاثين عاما، كانت طانطان تستقبل عشرات القبائل الصحراوية العريقة خلال موسمها السنوي
الذي ينظم في قلب الصحراء، على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية
بعاداتها وتقاليدها البعيدة كل البعد عن تعقيدات المدن الحضارية.
واليوم، اذا كان البدو الرحل لا يشكلون سوى 8% من سكان طانطان، فقد تم احياء
«موسم طانطان»
من جديد بمبادرة من الـ «يونسكو»، بغرض الحفاظ على تراثها الثقافي، ليشكل دعامة للتنمية
السياحية والاجتماعية لهذه المنطقة المثيرة لفضول السياح الذين يعشقون سياحة المغامرة
والاكتشاف.
ان ما يميز اقليم (محافظة) طانطان، هو انه يوفر واجهتين سياحيتين متنوعتين
ومختلفتين تماما، فبالاضافة الى المواقع السياحية القريبة من الساحل، توجد في الداخل اي في
عمق الصحراء، مواقع سياحية مهمة ومتنوعة، هي عبارة عن مشاهد طبيعية عذراء لم تستغل
بعد، يمكن زيارتها على ظهور الجمال او بواسطة اي وسيلة نقل حديثة مثل سيارات الدفع الرباعي،
بمرافقة مرشدين سياحيين متمرسين من ابناء المنطقة، الذين يعرفون تضاريسها جيدا.
المواقع الساحلية في طانطان
* تتعدد المواقع السياحية الساحلية في طانطان، ولعل اهمها هو «شاطئ طانطان»، الذي يتوفر
على ميناء للصيد البحري ويشكل الدعامة الرئيسية لاقتصاد المنطقة، وتوجد به فنادق ومنازل
للضيافة ومطاعم متخصصة في بيع وتحضير الاسماك، ويمنح هذا الشاطئ الشاسع لزائر المنطقة،
فرصة ممارسة هواية الصيد بالقصبة او الغطس، في مياهه النقية غير الملوثة.
وهناك ايضا مصب وادي الشبيكة، ويقع على بعد 50 كيلومترا من الجنوب الغربي لطانطان، ويتميز
عن باقي المواقع السياحية الساحلية، بإمكانية الوصول اليه عبر طريق معبدة، ويشكل لوحة
طبيعية رائعة محاطة بالكثبان الرملية الناعمة وبحيرة تعيش على ضفافها انواع كثيرة من الطيور
المهاجرة، مثل البطريق الصغير، البجع، اللحام، والبط القطبي الاسود.
اما مصب وادي درعة فيعتبر من اجمل المواقع المطلة على الساحل الاطلسي المغربي، يقع على
بعد 30 كيلومترا من طانطان، وهو عبارة عن شاطئ شاسع جدا محاط بكثبان رملية، يقصده ما لا
يقل عن 72 نوعا من الطيور، ولا ينافسه روعة وجمالا سوى وادي الشبيكة.
وتبقى طانطان غنية ايضا بمواقع سياحية داخلية بعيدة عن البحر، واهمها مغاور «وادي بولمغاير»،
و«الخلوة»، التي حفرت داخل الصخور، وكانت تعتبر اماكن للعبادة والاعتكاف، وتقع على بعد 25
كيلومترا من شمال شرق طانطان.
أشهر واحات المنطقة
* اما اشهر الواحات في المنطقة، فهي واحة «وين مدكور»، التي تقع على بعد 29 كيلومترا
(شمال شرق طانطان)، وواحة «وادي بوعلاقة»، وهي واحات يقصدها البدو الرحل مع اطلالة فصل
الخريف ولغاية نهاية فصل الربيع، ينصبون على ضفافها خيامهم المصنوعة من وبر الجمال، ويعيشون
هناك برفقة اسرهم وقطيع الماشية الذي يضم الابل والماعز والغنم.
وبما ان طقوس الضيافة في الصحراء لا تكتمل من دون الشاي، فزيارة خيام البدو، لن تمر من دون
احتساء كأس الشاي المعد على الطريقة الصحراوية الخاصة.
طانطان في سطور
* يعيش في محافظة طانطان حوالي 60 الفا من السكان، 46 الفا منهم يقطنون مدينة طانطان
وحدها، و7900 يتمركزون على «شاطئ طانطان» (الواطية).
ويتميز مناخ المنطقة بكونه جافا، وتتراوح درجات الحرارة ما بين 16 كدرجة دنيا و22 كدرجة قصوى.
ويوجد في طانطان 38 فندقا، ثلاثة منها مصنفة، وتصل طاقتها الاستيعابية الى 784 سريرا، ووصل
عدد السياح الذين زاروا المنطقة حوالي 30 الف سائح خلال احصائيات اجريت عام 1999، 10 %
منهم اجانب.
موسم طانطان في دورته الثانية
* نصبت خلال دورة هذا العام من موسم طانطان، حوالي ألف خيمة تقليدية، وعرف الموسم
مشاركة 12 فرقة للفنون الشعبية من مختلف المناطق الجنوبية، إلى جانب فرق فلكلورية من
مالي والسنغال وموريتانيا والنيجر. كما نظم سباق للجمال بالاضافة الى عروض للخيالة.
وجسدت الخيام المنصوبة في ساحة الموسم، تقاليد الحياة الصحراوية بأبعادها الاقتصادية
والاجتماعية، فخيمة القافلة وحياة الترحال تمثل الطريقة التي كان يتم بها التبادل التجاري من
خلال المقايضة بين مختلف القوافل التي يأتي بعضها من الجنوب محملا بالملح، ووبر الجمال،
والتمور، وتلك القادمة من الشمال المحملة بالثياب، والشعير، والقمح، والزيت. اما خيمة التحكيم
الجماعي، فتمثل المجلس القبلي للتحكيم الذي كان يجتمع لدراسة النزاعات التي تنشب بين
الافراد والعائلات من قبائل مختلفة. وتبرز خيمة الزواج، مراسم الزواج الصحراوي والمظاهر الفنية
والفلكلورية التي ترافقه.
وتعرف خيمة الالعاب الشعبية، بالالعاب الجماعية البسيطة التي يلهو بها سكان الصحراء خلال
اوقات فراغهم، مثل: «اراح» و«كبيبة» و«اردوخ» و«سيك»، بينما عرضت في خيمة الطب الشعبي
التقليدي، المواد والاعشاب التي تشكل المواد الرئيسية للعلاج التقليدي في البيئة الصحراوية،
اضافة الى خيام اخرى تعرف بصناعات الخشب والفضة والنحاس والجلد.
وتراهن وزارة السياحة المغربية على تأهيل هذه المنطقة الصحراوية العذراء، من خلال جذب
مستثمرين اجانب اليها من اسبانيا على الخصوص التي تشكل المنافس الاول والقوي للمغرب
على المستوى السياحي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق