الاثنين، 19 يوليو 2010


الاربعاء, 09 يونيو, 2010
فيلم وثائقي قصير : الأيقونة - حنظلة ناجي العلي
:: أفلام وثائقية قصيرة : حنظلة ناجي العلي ::








(( هذا المخلوق الذي أبتدعته " حنظلة " لن ينتهي من بعدي بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أنني قد أستمر به بعد موتي )) ..!! , هذا ما قاله ناجي العلي قبل عقود من الزمن ونراه اليوم متجسداً أمامنا , وكأن أبا خالد أو بالأحرى أبا حنظلة كان يرى المستقبل وهو يرسم بدمه الواقع المؤلم لأمتنا أنذاك.








هو ناجي سليم حسين العلي ( 1937 - 29 اغسطس 1987م ) ، رسام كاريكاتير فلسطيني ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه ، ويعتبر من أهم الفنانين العرب ( في هذا المجال ). له أربعون ألف رسم كاريكاتوري ، أطلق عليه النار شخص مجهول في لندن ( 22 يوليو عام 1987 م ) , وعلى أثرها دخل في غيبوبة إستمرت لخمسة أسابيع حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً وإنتقل الثائر المناضل إلى رحمته الله شهيداً.






ترك لنا ولداً فتياً بعمر الزهور , وُلِدَ رمزاً وإستمر منذ ولادته وحتى اليوم رمزاً للواقع العربي , ورمزاً محركاً للذات والروح بما يحمله هذا الفتى من آلام وأشجان وثورة وقوة وكبرياء وهامة عالية لا تنكسر ولا تطئطئ الرأس.







حنظلة أو حنظلة ناجي العلي نسبة لوالده , هي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته ، هو يمثل صبياً في العاشرة من عمره. ظهر لأول مرة في جريدة القبس الكويتية عام 1969. أدار حنظلة ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973. يقول ناجي العلي : " أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين ولن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه ". إدارة الظهر وعقد اليدين يرمزان لرفض الشخصية للحلول الخارجية ، لبسه لملابس مرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لإنتمائه للفقر. ظهر حنظلة فيما بعد بعض المرات رامياً الحجارة ( تجسيداً لأطفال الحجارة في الإنتفاضة الأولى ) وكاتباً على الحائط. يعتبر حنظلة ابن ناجي العلي وتوقيعه الرمزي والفني لأعماله ، كما ظل رمزاً للهوية الفلسطينية والتحدي حتى بعد إستشهاد ناجي العلي. ، ولقد إحتار المحللون والنقاد والفنانون في تحليل شخصيته وتوضيح ماخفي منها خاصة عدم استدارته ليرى وليراه المتلقي.







في هذه الشهادة يوضح ويعرف ناجي العلي حنظلة وعلاقاته النضالية والفنية به :

- " ماذا لودب الوهن في ؟ , ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ , حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي حنظلة موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم. إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلا دون أن يدير وجهه. وإنني لن أستطيع ذلك فرسومي لاتباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها , حاولوا أن يجعلوني رسام القبيلة مع هذا النظام أو ذاك ضد ذاك ، ولكن كيف أقبل وحنظلة معي دائماً , إنه قريب لا تتصور مدى قسوته , إنه يعلم ما بداخلي , وهو يراقب هذا الداخل كحد السكين فإذا أردت أن أستريح لكزني ، وإذا فكرت في الرفاهية وحسابات البنوك ذكرني بنفسي , بأصلي وبناسي وأهلي وشعبي , أستطيع أن أحتال على الرقباء الرسميين ، فبعضهم لا يفهم المقصود من رسمي ، وأغلبهم لا يفهم الفن أصلاً , ولكنني لاأستطيع أن أحتال على حنظلة لأنه ولدي ".

- " حملت بحنظلة في الكويت سنة 1963وولدته هناك ، خفت أن أتيه ، أن تجرفني الأمواج بعيداً عن مربط فرسي .. فلسطين .. أن تهزمني السيارات والثلاجات والمكيفات " ولكن " ولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الإنزلاق ، حنظلة وفيٌّ لفلسطين وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك , إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ماجال بخاطري أن أجبن أو أتراجع , هكذا بدأ حنظلة رمزا ذاتيا , ولكنه تحول بعد ذلك إلى ضمير جماعي , إنه رقيب على أولئك الذين يساومون بما لا ينبغي أن يعرض في المزادات والمناقصات بقضيتنا كلها وبمن استشهد من أجلها وبحقنا في مستقبل قادم ... قادم ".

- " ( حنظلة شاهد وهو شاهد شاف كل حاجة )* ( شاف : رأى ) , إنه لا يستدير للقارئ ، ولكن القارئ الذي لا يفهم مرارته هو الذي يستدير له , يقولون إن حنظلة سلبي ، دار ظهره وشبك يديه ووقف يتفرج , إنهم لا يستطيعون أن يروا الدمعة المعلقة في عينيه والتي تنتظر أرض الوطن كي تعود إلى حيث تنتمي ".





عن حنظلة يقول ناجي العلي : " ولد حنظلة في العاشرة من عمره ، وسيظل دائماً في العاشرة , ففي ذلك السن غادرتُ الوطن ، وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك , قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه , إنه إستثناء لأن فقدان الوطن استثناء .. وستصبح الأمور طبيعية حين يعود إلى الوطن ".

وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي : " كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة ، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبعاً ".

وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : " عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته ".





" أن شخصية حنظله كانت بمثابة الأيقونة , حفظت روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل , اأو بأنني أكاد إن أغفو أو أهمل واجبي , اشعر بأن هذا الطفل كنقطة الماء على جبيني , يصحبني ويدفعني الى الحرص ويحرسني من الخطأ والضياع , انه البوصلة بالنسبة لي , وهذه البوصلة تشير دائماً الى فلسطين ".


" هذا المخلوق الذي أبتدعته " حنظلة " لن ينتهي من بعدي بالتأكيد ..!! ، وربما لا أبالغ إذا قلت أنني قد أستمر به بعد موتي ..!! "


:: فيلم الأيقونة – حنظلة ناجي العلي ::







الأستاذة المهندسة / هناء الرملي مخرجة الفيلم تقول : " (كان) فيلمي الوثائقي الأول (هو) " الأيقونة " لاطلق حنظلة من جديد بعد عشرين عاماً من رحيل رسام الكاريكاتير ناجي العلي ، اطلقه واسلط الضوء عليه بأن طفل ناجي العلي هو أيقونتنا وايقونة أجيال لم تعاصر ناجي العلي بل عرفت حنظلة ، ولأن حنظلة هو طفل المخيم المهمش ، هو كل طفل محروم على وجه الارض لم تطله العدالة الإنسانية لينال حقوقه ، كان لابد أن أقوم بعمل موجه لهؤلاء يهبهم افاق اوسع في حياة يعيشوها محصورة بجدران المخيم وازقتها ".



محتوى الفيلم : " شهادات من المجتمع حول حنظلة ورمزيته في الذات العربية.

إقتباسات من ناجي العلي والد حنظلة , يصف بها ولده :

- " ولد حنظلة في العاشرة من عمره ،وسيظل دائما في العاشرة ففي ذلك السن غادرت الوطن ، وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك..قوانين الطبيعة المعروفة لاتنطبق عليه , إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء , وستصبح الأمور طبيعية حين يعود إلى الوطن ".

- " ولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الإنزلاق ،حنظلة وفي لفلسطين .. وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك. إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ماجال بخاطري أن أجبن أو أتراجع ".



بعض مما قيل حديثاً في حنظلة من خلال الفيلم – المهندس / محمّد تمّام : " حنظلةُ غادِرْ كلَّ جرائِدَ العالمْ / وأبقى في رحْمِ أمي هناكْ / جرحاً وياسمينا / حنظلةُ سأسمي كل أولاديّ العشرةَ حنظلة / الأولُ حنظلة / والثانيةُ ... ستكونُ بنتاً ... لكنني سأسميها حنظلة / والعاشرُ حنظلة / وحتى لا يقولوا أني سرقتُ منهمُ الرمزَ / ونسوا أنكَ منذ ولدتَ / غيرتُ إسمي حنظلة / وبعد الآن لن نحتاج أسامينا ".



أغنية : " حناجركم / لو رحل صوتي "

كلمات : ناجي العلي

ألحان : سميح شقير

غناء : تيريز سليمان " إبنة عكا "

ملاحظة : الأغنية قديمة سجلها الفنان الكبير سميح شقير قبل أكثر من ثلاثة عقود , ومنذ عدة سنوات أعادت " تيريز سليمان " تسجيلها من جديد بتوزيع جديد.



صوت حنظلة : ريم الخطيب

تصوير وأنيميش : م. هناء الرملي

مونتاج : أياد حمام , هناء الرملي

إخراج : هناء الرملي



الشكر الخاص :

- الهيئة الملكية للأفلام " الأردن "

- ليزا ليمان " أستاذة صناعة الأفلام الوثائقية في جامعة كاليفورنيا ".

- ريبيكا فلوريس

- إيلي راري.

- مايكل رينوف " مقدم عروض الأفلام المحاضر في جامعة جنوب كاليفورنيا وصانع الأفلام الوثائقية ".

- عبد الله حمودة , بسمة فتحي , النادي العلمي التكنولوجي / أحمد أبو عميرة , الفنان التشكيلي / عبد العزيز أبو غزالة , العاملة الإجتماعية / داليا زعترة , الصحفي / مهند صلاحات , المهندس / محمد تمام , الموظف / رامي ياسين , الصحفي / هيثم ناصر , المهندس / علاء أبو عواد , جان مسوح , الموظف / حكيم أبو كف , نجود عاشور , الصيدلانية / هديل عاشور , إسراء نيروخ , رشيدة بدران , هيا قبيلات , نسرين الأحمد , إبن الرملي , محمد لافي , منال أبو شميس , عاصف عبد الرحمن , سمر الرملي , معتز الخطيب , تاجر تحف شرقية / أحمد الأفغاني , زكريا لصوي , فادي السلفيتي , ضياء عارضة , محمد السعد , ميس رزق.



إنتاج : م. هناء الرملي

جميع الحقوق محفوظة لهناء الرملي – 2007

©2007 Copyright Hanaa Ar-Ramli


مقال حول الفيلم نشر في صحيفة صدى الوطن الموجهة لعرب شمال أميركا :



"حنظلة" في فيلم تسجيلي : الأيقونة التي تحمي من الانزلاق !



في إحدى لقطات فيلم ناجي العلي (إخراج عاطف الطيب-1992) يعاني رسام الكاريكاتير الفلسطيني من أحلام وكولبيس تؤرق نومه، فيستيقظ مضطربا ويهرع إلى الورقة البيضاء ويرسم "حنظلة". تلك اللقطة كانت تدليلا على إحدى أهم اللحظات في حياة الفنان ناجي العلي.

حنظلة.. الأيقونة والرمز وربما الاسم الآخر لناجي العلي، سيتواجد على جميع اللوحات الكاريكاتيرية التي رسمها الرسام الفلسطيني. وحنظلة.. الطفل ابن السنوات العشر، لا يكبر ولا يتغير، وحنظلة أيضا.. هو الفلسطيني الذي يديم النظر إلى فلسطين، فيبدو وكأنه يدير ظهره للجميع.

بالتأكيد، تستحق مسيرة الفنان ناجي العلي فيلما يوثق لتجربته الشخصية والفنية، لما تنطوي عليه من تفاصيل درامية لشاب ريفيّ ألخص لقضيته فأصبح قامة وطنية مدججة بسلاح من نوع آخر.. خاصة في تلك المرحلة التي كان فيها الكلاشنكوف جزءا من صورة الفلسطيني. ناجي العلي كان من طينة أخرى.. كان يناضل بريشته ضد الأعداء والأصدقاء، ولذلك لم يتمكن من الدفاع عن نفسه حين هاجمه القتلة في لندن.. بل حتى أن القتلة لم يعرفوا الخوف في تلك اللحظة، لأن "الهدف" لم يكن مسلحاً إلا بلوحة. وأقسى ما في الأمر.. أن القتلة لم يعرفوا ان السبب وراء تصفية الفنان الفلسطيني كان.. رسومه!

اللوحة الأخيرة التي كان يحملها ناجي العلي في تلك اللحظة.. تقول: لا لكاتم الصوت. وناجي العلي قتل بمسدس مزود بكاتم صوت، فأية دلالة وراء ذلك؟!

المثير.. أن "حنظلة" الكائن الافتراضي يستحق فيلما أيضاً، وهذا ما فعلته الفنانة هناء الرملي التي أخرجت فيلماً تسجيليا بعنوان "حنظلة"، مدته عشر دقائق. وفيه تحاول الرملي استقصاء صورة حنظلة في أذهان الناس، خاصة وأن حنظلة تحول إلى رمز بجانب الرموز الفلسطينية الأخرى، كالكوفية، وشجرة الزيتون، وغيرها.

في الفيلم ترصد الكاميرا حنظلة-الأيقونة التي يعلقها البعض في أعناقهم، أو مع مفاتيحهم، أو على جدران منازلهم، وبعضهم وضعها وشماً على جسده.

أحد الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم، قال ببلاغة ملفتة: إن حنظلة لا يدير ظهره لنا، لأنه غير مهتم بالقضية، بل هو يدير ظهره لنا لأنه إمامنا..

شخص آخر، قال: إن "حنظلة" كان أول من رمى الحجر، وهو بذلك يكون الملهم لانتفاضة الحجارة. وكان ذلك إيماء إلى إحدى اللوحات التي رسمها ناجي العلي قبل بضعة شهور من اندلاع الانتفاضة الأولى.

بعض أصحاب المحلات التجارية، قالوا إن الطلب على ميداليات حنظلة، مازال مستمرا. لا ينقطع الطلب على تلك الميداليات حتى بالنسبة لجيل الشباب، وهذا يعني أن حنظلة ما يزال رمزا وقيمة وأيقونة حتى بالنسبة للأجيال الجديدة.

حنظلة.. الضمير، أو الحقيقة الفجة التي تزعج الجميع وتحرجهم، ربما ما يغفر له أفعاله أنه ما يزال طفلاً في العاشرة، وغداً عندما يكبر سيتعلم كيف مؤدباً و"آدمي". ولكن ماذا لو لم يكبر حنظلة.. وهذا ما يحصل حقاً. طبعاً الطفل سيستمر بالإشارة إلى "الامبراطور" العاري، وسيضحك ملء قلبه، بينما الآخرون يمتدحون ثيابه الملكية.

حنظلة أيضا.. تعني المرارة في اللغة، وحنظلة الأيقونة وبطل لوحات ناجي العلي يشعر بالمرارة ويجعلنا نشعر بها.. طفل لا يكف عن المشاغبة واللعب بأعصابنا!



مختارات – أفلام وثائقية قصيرة

تجميع وإعداد وتقديم / الشاعر الرحال

أضافها الشاعر الرحال, في أفلام وثائقية قصيرة في 03:42 م, أرسلها ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق